الهلال ما يستحي
تحدثنا عنها لأكثر من ثلاثة أسابيع ولم نمل، انتظرناها انتظار العيد، عرفنا قبل أن تبدأ بأنها لن تكون مباراة عادية، جزمنا أن النصر سيرتبك .. جزمنا أن الهلال سيظهر كما يظهر في المباريات الكبيرة، أشفقت على النصر عندما عرفت أن أجانبه قد تخلفوا، حتى أجانب النصر قفزوا من المركب قبل أن يغرق، سيخسر النصر، وستعض الإدارة النصراوية أصابعها ندماً على اللعب مع البرازيليين. سيتعلم فيصل بن تركي الدرس .. سيتعلم. اختفى العلم البرازيلي من مدرجات النصر، وحضر مع الهلال .. الجماهير الهلالية، كالعادة، في كل مكان، ما أروع جمهور الهلال، وما أروع حضوره وعشقه لفريقه، ولكن الهلال لم يحضر، بحثنا عنه في كل مكان، ولكنه توارى خجلا واختفى، اختار المباراة الخطأ وغاب. لم يدخل الشتاء بعد، ولكن سالم الدوسري استعجل البيات الشتوي، لعب المباراة دون أن يلعب .. استسلم لحسين عبدالغني باستكانة عجيبة، لم أشاهده على الشاشة إلا لحظة حصوله على الكرت الأصفر، قدم أسوأ مباراة له منذ عرفناه. عبدالله السديري كان عكس سالم تماما، فكان اللاعب الأكثر ظهورا على الشاشة، والأكثر لمساً للكرة، وكأن الهجمات الهلالية يجب أن تمر على أقدام السديري قبل أن تصل لشباك النصر، كان السديري مرتبكاً منذ الدقيقة الأولى. تلعب موسمك الثالث مع الهلال ومازلت ترتبك؟ لا ألوم السديري، ولكني ألوم سامي الجابر على الإصرار على إشراكه، لا تتفق جماهير الهلال أبدا على خطأ. قالت الجماهير الهلالية: "لا نريد السديري ولا المسلم"، ولكنهما يتقدمان الفريق، فإلى أين سيذهب هذا الفريق؟ قدم النصر مباراة العمر، لعب الفريق بثقة محيرة، فكرت طويلا في ثقة النصر، ومن أين جاء بها، فلم أجد إجابة مقنعة. لعب كأنه المتصدر .. لعب كأنه حامل اللقب .. لعب كأنه لم يغب ثمانية عشر موسماً عن بطولة الدوري. لعب النصر بقلبه وروحه، فأخفى الهلال ونجومه وخطف الصدارة. تفاجأ السهلاوي بوجوده في الملعب في مباراة لم يفكر بها ولم يشغل باله بالاستعداد لها .. لم يكن أساسيا أصلا، لكن هروب الأمازونيين هو ما فرض وجوده، لعب (بروقان) فكشف دفاع الهلال وسجل هدفين للتاريخ. جاء كتف العنزي، ووجه غالب، وبطن هوساوي ليكشفوا لنا سر الأهداف القليلة في مرمى النصر. فالقتالية والتركيز والانضباط وروح المبادرة هي التي تحافظ على الشباك وتحميها، كانوا يرمون بأنفسهم أمام كل تسديدة، لا يهم بأي جزء يصدونها، المهم ألا تصل مرماهم. انتهى الديربي، وتصدر النصر، وذهب كلن إلى بيته. قد تدفع النقاط الثلاث النصر لمواصلة المشوار، وقد تكون بداية الانهيار. قد يدخل الهلال في دوامة بعد تلك الخسارة، وقد يصحح أخطاءه قبل فوات الأوان، كل الاحتمالات واردة، وكل السيناريوهات مفتوحة .. الشيء الأكيد الذي لا تسبقه "قد" هو أن الدوري هذه السنة فيه كل ما يتمناه محبو الكرة.