الهلال بطل الكأس.. والنصر؟
نعيش اليوم حالة فريدة لم يمر بها قطار الكرة السعودية من قبل. التنافس الشرس منذ بداية الموسم بين الهلال والنصر خلق مناخا عاما من الإثارة المحببة للنفس ليس فقط في الوسط الرياضي بل تعداه لأوساط أخرى لم يكن لديها سابقا الرغبة في معرفة أسباب الغبار الثائر في ملاعبنا.
اليوم أصبحوا (يطلون) برؤوسهم بفضول الأطفال بعد أن تحول التنافس العاصمي لجزء مهم من الثقافة الشعبية (Popular culture).
لم يؤثر هذا التنافس في السعوديين فقط بل إن إخوتنا العرب العاملين في السعودية من سودانيين ويمنيين وأردنيين أصبحوا يشجعون النصر والهلال بحماس ولهفة لايستطيعون إخفاءها. حتى أشقائنا المصريين الذين كان لهم دور مهم في بديات كرة القدم السعودية أصبحوا يتحدثون عن التنافس بين الهلال والنصر، بعد أن توقف الكلام عن الأهلي والزمالك. لم أتوقع أن يأتي يوم ويتابع المصريون الدوري السعودي. لا تستغرب ملامح الثقة التي تعلو وجه المصري وهو يقول لزميل عمله الأردني "متصدر .. متكلمنيش", فيرد عليه الأردني "عن شو بتحكي يازنمة.. هاظا نادي الكرن ".
في الخليج اكتساح غير مسبوق للتنافس المحموم بين الجارين. لاتقابل كويتيا ولاقطريا ولابحرينيا ولاعمانيا إلا ويسألك عن الهلال والنصر. لم أكن أعلم أن الإماراتيين يتابعون الدوري السعودي بهذا الشغف. عندكم برج خليفة وبرج العرب والجميرة بيتش ودبي مول وتتابعون الدوري السعودي؟
أجزم أن سعر الدوري السعودي الموسم المقبل سيصل لرقم فلكي لم يصله قط دوري آخر خارج القارة الأوروبية.
ذروة التنافس بين الهلال والنصر تتجسد في نهائي كأس ولي العهد يوم السبت المقبل. ما أجمل النهائي وسمو ولي العهد الأمير سلمان يحضره. قمة الرياض في الرياض يشرفها أمير الرياض التاريخي الذي تطبعت الرياض بطباعه وتزينت بملامحه. سُتذكر وتُعاد وتُردد هذه المباراة عشرات السنين. المباراة ليست فوزا وخسارة وكأساً في الوسط .. المباراة بداية لحقبة النصر الجديد أو استمرار للمد الأزرق الذي يقتلع كل شيء. سيصبح كارينيو بطلا أسطوريا وسيتبخر سامي. أم أن سامي سيثبت أنه أسطوري أينما حل.
إن لم يحصل النصر على هذه الكأس وهو في قمة حضوره وثقته في نفسه فلن يحققها أبدا. لن يستطيع النصر الاكتمال مثل اليوم ولن يستطيع أن يجهز أكثر من اليوم. الهلال إذا ما خسر الكأس فسيدخل في دوامة لن يخرج منها بسهولة. لن يخسر كأس ولي العهد فقط بل سيخسر الدوري وكأس الملك والبطولة الآسيوية. ستعيد المباراة الخاسر للوراء عشرات الخطوات.
أتوقع أن يحقق الهلال كأس ولي العهد لأنها بطولته التي لن يتنازل عنها بسهولة. وسيحقق النصر الدوري فالانتصارات المتتالية للفريق لايحققها إلا من حزم وعزم وجزم على تحقيق البطولة. قمة الطمع أن يحقق الهلال الدوري والكأس وقمة الأنانية أن يفوز بهما النصر.