هل اجتاز سامي .. الاختبار؟
يدرك كل متخصص في رياضة كرة القدم أن ميدان التدريب مهمة المتاعب والشقاء ورغم أن المجال التدريبي متاح لجميع اللاعبين السعوديين الذين اعتزلوا اللعبة في وقت سابق إلا أن قليلا منهم اتجه له ونجح على سبيل المثال لا الحصر مدربنا الوطني خالد القروني الذي حقق نجاحات متميزة مع المنتخبات السعودية السنية ومازال فيما ابتعد عميد المدربين خليل الزياني وصاحب القلب الطيب ناصر الجوهر والمربي حمود السلوة وغيرهم ورغم أن الكابتن سامي الجابر نجح وبامتياز في مجال التحليل الرياضي ويعرف أن مهمة التدريب مهمة المتاعب والشقاء، في ظل مشاهدته تجنب زملاء له سبقوه في الاعتزال هذه المهمة فاتجهوا للمهمات الأسهل كالتحليل الرياضي مثلاً على قول المثل (الذئب يأكل أطرف الغنم) فخوضه تجربة تدريبية في ناد كالزعيم النادي البطل تحد لا يقبله أي مدرب ولكن المتابع المنصف يرى النجاح الذي يحققه سامي مع الهلال في ضوء اعتماد جميع الأندية الأخرى من حوله في دوري جميل على مدربين غير سعوديين فحظي بتقدير واحترام وتعاطف جميع الرياضيين حتى المنافسين لنادي الهلال فالكل يتمنى النجاح له على اعتبار أننا ننشد هذا التميز والتوهج لابن الوطن فمنذ عشرات السنين ونحن نسمع عن خطط إستراتيجية لتطوير المدربين ولكن الذئب سامي هو من صنع نفسه وصرف على نفسه وكافح وجد واجتهد حتى فرض نفسه.
إن سيطرة المدرب الوطني سامي على مظهره داخل الملعب وخارجه وانفعالاته لها أهمية كبيرة في عمله فرغم الضغوط النفسية الشديدة على الفريق الهلالي خلال المباريات بحكم أنه فريق تعود على البطولات إلا أنه لا يتأثر بمجريات الأحداث فظهر بل ظل واثقاً من نفسه ومن فريقه وفي كل خروج إعلامي له يتحدث بلغة الكبار لأنه تعود وعوّد نفسه بأن يكون كبيرا، في حين أن بعض مدربي الأندية ممن يطلق عليهم عالميون أظهروا انفعالات غير مستحبة، من وجهة نظر شخصية لا أرى أن سامي في مهمة المتاعب يجد متعة في عمل التدريب بناد كالهلال لأنه يجد ضغوطا للمحافظة إعلامية وقبلها شرفية تريد المحافظة على إنجازات سابقة لفريق تعود الإنجازات والصدارة ولا غيرها ولكن هذه المرحلة الجديدة مع فريقه والتي نتمنى أن يتجه لاجتيازها بامتياز تعد له بمثابة دافع قوي أو تحد يثير دافعيته نحو العمل والإنجاز وبلا شك أن الضغوط عندنا ترتبط بالمكاسب المتميزة للمدرب تعطيه تأثيرات إيجابية وهذا ما حصل عندما فاز الهلال بقيادة الكابتن سامي الجابر على منافسه التقليدي النصر برباعية وبمستوى يفوق الخيال في مباراة لاتنسى.
هذه الشخصية الجميلة لمدربنا الوطني سامي وما يواجهه من صعوبات وإعلام كونت عنده خبرات متنوعة أصبحت تحيط به وتمنحه صلابة نفسية في المواقف التي يواجهها. نحن نتذكر إنجازات سامي كلاعب مع ناديه ومع المنتخبات الوطنية كقائد محنك ومازلنا نتذكر الثناء الرائع من مدربنا الخلوق ناصر الجوهر إبان إشرافه على منتخبنا الأول عندما قال إنني أعتمد عليه داخل الملعب لينفذ أفكاري وقد نجح في ذلك.
إن الإنجاز والتفوق الذي حققه سامي يقودنا كرياضيين إلى الاعتزاز بالكفاءات والقدرات التدريبية الوطنية التي تقبل التحدي للوصول إلى خدمة الكرة السعودية مروراً بنادي الهلال ولأجل هذا لا نستغرب التكريم الذي حظي به سامي من الأمير الوليد بن طلال رجل الاستثمار وصديق الرياضة عندما ظهرت غيرته على هذا الابن الغالي الذي يقود حملة نجاح للمدربين الوطنيين في زحمة اتجاه الجميع لغير السعوديين، الأمير الوليد الذي يشجع كل تميز في رياضتنا له لمسة بيضاء على كل ناد من أندية الوطن الغالي، وكل بطل مثّل الوطن بتميز، فعندما كرم سامي فهو يكرم كل رياضي في المقام الأول وكل مدرب وطني قادر على فرض نفسه وإظهار كفاءته. فدعوات صادقة للكابتن سامي بأن يواصل تميزه ويفرض أسلوبه وشجاعته التي بدأها وسينميها إن شاء الله بفكره وعطائه في ظل ظروف ومنافسات وأجواء ساخنة من أجل التفوق وتحقيق الإنجازات التي تليق به وبناديه. ودعونا كمحبين للعبة ولتشجيع المنتج الوطني ندعم المدرب الذي اختار الطريق الصعب للوصول للقمة وهو قادر بإذن الله للوصول إليها والمحافظة عليها.