أخي المحشش .. أخي المحبب؟
نتوضأ ونقرأ المعوذات وآية الكرسي سبع مرات ثم نودع أهلنا ونخرج .. نعلم أننا قد لانراهم مرة أخرى .. فالداخل في شوارعنا مفقود. مثل النمل يدورون في كل مكان .. يتربصون بنا.. يتحينون الفرصة للقضاء علينا. لم تشهد الرياض مثلهم .. لم يشهد التاريخ مثلهم .. ماسبقهم بها أحد من العالمين .. جاءوا من زمن ما قبل الزمن .. خرجوا من عباءة الصعاليك .. يتعاطون كل شيء .. يدخنون كل شيء .. يشربون كل شيء حتى سم الفيران ثم يخرجون للشوارع عقولا مخدرة .. عقولا ميتة ليرموا بنا من فوق الكباري والجسور أو يصدمونا من الخلف فندخل في صبة أو يمرون بجانبنا وهم يرفعون رشاشا أو سكينا فنستسلم وننظر للجهة المقابلة.
تعرفهم بسياراتهم .. لايحبون إلا السيارة البيضاء أو الرصاصية .. ففي زمن الصعاليك لم تكن هناك ألوان مائية .. لايركبون إلا الشاص الأشهب .. أو ونيت غمارتين أو أفالون أو أكسنت. في الليل يطفئون الأنوار وفي النهار يشعلون كل الأضوية .. لايسمعون إلا الأشرطة المسرعة .. لايعجبهم محمد عبده ولا راشد الماجد .. ناقتي ياناقتي هي المفضلة.
أشكالهم .. لاتسألني عن تلك الوجوه المغبرة .. كأنهم خرجوا للتو من مقبرة .. أسنانهم متفرقة .. نصفها مفقود والبقية متدلية .. يلبسون غترا لاتشبه غترنا .. لونها أسود أو كموني كأنهم من دولة ثانية.
نقف في حيرة أمامهم لاندري كيف نتصرف .. ولكننا لانستطيع أن نتحاشاهم كل يوم .. ما كل مرة تسلم الجرة .. فعددهم في ازدياد ولا أحد يستطيع مواجهتهم .. لايمكن أن تتشاجر مع رجل لايقدر حياته .. لايمكن أن تتفاهم مع رجل نصف ميت. لاينفع معهم ساهر ولا الدوريات الحائرة. يحتاجون لقوات خاصة، مخصصة،, محددة، مهمتها فقط تلك الفئة. نحتاج لقوانين صارمة لإخراج المحششين ومدمني حبوب الهلوسة من شوارعنا.
كما سيطرنا على العمالة السائبة بالعزم والإصرار والقرارات الصارمة نستطيع أن نقضي على تلك العقول النخرة.
حتى تصدر قوانين رادعة .. حتى تُشكل قوات قادرة .. أناشدك أخي المحشش .. أخي المحبب .. أناشد الخمس خلايا الباقية في مخك بأن تجلس في بيتك ولاتخرج وأنت في هذه الحالة.
ألا يكفي مئات الناس الذين قتلتم؟
ألا يكفي آلاف الناس الذين أعقتم ؟
أرجوك لاتضف اسمي لقائمة ضحاياك اللامنتهية .. أرجوك لاتضربني .. أرجوك لاتهددني بسلاح .. اعتذر لك مقدما إذا يوما لم افتح لك الطريق بالسرعة الكافية .. فأمامي سيارة وبجانبي سيارة .. ولا أملك جناحا لأطير .. أعرف أنك لاتستطيع الانتظار .. وأعرف أن مشاغلك لاتنتهي .. وأن الحياة والموت عندك متساوية .. تعبت كثيرا في دراستي كثيرا .. ولا أريد أن تكون نهايتي على يد أشباه أبوملعقة.