نواف العابد ... أنت صاحي؟
تعشقه الكرة .. ترتمي تحت قدميه .. لا تريد مفارقته .. كانت يوما محبوبته .. كان لا يتركها .. لا ينام إلا وهي في حضنه .. ولكنه اليوم استبدلها بأشياء أخرى .. بأشخاص آخرين .. نسي الكرة .. نسي أنها الأساس .. وأنه بدونها واحد من الناس.
خذلتنا يا نواف .. خذلت كل من راهن عليك وأحبك .. كنا نراك يوسف الثنيان .. محيسن الجمعان .. خالد مسعد .. لا .. لا كلهم مجتمعين .. ولكنك اخترت أن تكون خالد عزيز.
ستلوم الحظ يوما .. سترمي كل ما حصل لك على المدرب والإداريين .. قد تكون خياليا وتتهم النصراويين .. أو تكون طيبا وترميها على العين والشيطان الرجيم .. قد يكون عمل أو سحر .. ستبقى ـ على كل حال ـ في دائرة الرجيم.
ليس عيباً أن تخطئ وتخرج عن الطريق .. فالنجاح يولد من رحم الفشل .. كل من نجحوا وقعوا وتكسرت أضلاعهم ولكنهم عادوا أشد عزماً وأصلب عظماً .. قد تكون ذكياً وتتعلم من نتائج هذا الموسم .. من خروج الفريق بلا علامة .. تتعلم من فقرك في المشاركة .. من هدفك اليتيم.
وقد تكون أحمقاً .. ترفض كل أصوات العقل .. أو مثل راعي الإبل .. الذي لا يؤمن بالعلم ولا الأبحاث ولا الطب ويصر على تقبيل ناقته ليثبت للعالم أنها لا تنقل الكورونا فهربت منه خوفاً أن يعديها بحماقته.
أمامك طريقان .. إما أن تستغل نهاية الموسم لتبدأ مرحلة جديدة .. أو تبقى على ما أنت عليه فينتهي بك المطاف خارج التاريخ. سنراك بعد خمس سنين على شاشة العربية تعزف العود وتنتقد كل الناجحين. لن نعرفك وقتها لأن وزنك يفوق التسعين .. ووجهك خدود في خدود . فهذا مصير كل الفاشلين.
أتذكر مالك معاذ؟
بهذل اليابانيين .. سحبهم .. فعل ما لم يفعله غيره .. ولكنه أصبح اليوم نسياً منسياً لأنه لم يجد إنساناً عاقلا يقول له .. "وين رايح؟".
أتعرف عمر الغامدي؟
شكرا عمر لأنك أعطيتنا نموذجا رائعا للصبر والانضباط وشُكر النعم. سيخلدك التاريخ يا عمر وينسى البقية. لست أمهر اللاعبين ولكنك بكل تأكيد لاعب ذهين.
الآن أنت يا نواف .. تعرف درب العودة .. تعرف أن موهبتك تنتظر رجوعك على أحر من الجمر .. ولكنها لن تعود إلا إذا امتلكت الرغبة الصادقة من جديد.
يا أخي احترم موهبتك .. فالمواهب لا تأتي كل يوم. نحتاج عشرين عاما لنحصل على لاعب مثلك.
تستطيع أن تعود .. أجزم أنك ستعود .. تستطيع أن تصنع تاريخا يبقى لنا بعد أن ترحل .. كما فعل الجابر والثنيان .. ولكن ينقصك الكثير من إخلاص سامي ودهاء يوسف.
اسمع الكلام يا ابن الحلال .. وابدأ من الآن .. ولا تسأل نفسك: "ماذا سأفعل في الإجازة؟"
لا أعتقد أنك ستجد شيئا تفعله في الإجازة .. فكل شيء سبق وفعلته وسط الموسم.