متى نرى دوراً لرياضتنا المدرسية
التربية البدنية والرياضة المدرسية، إحدى مكونات المنظومة التربوية والتعليمية، باعتبارها إحدى المدخلات التي تشكل برامج قطاعات ومؤسسات التعليم؛ بالإضافة إلى كونها من البرنامج التربوي للتعليم المؤسسي للدولة؛ فهي الأكثر تأثيراً لبناء النشء والشباب بناءً مكتملاً في مختلف السلوك الإنساني. وتأملنا خيراً عندما علمنا بما صرفته وزارة التربية والتعليم على الاستراتيجية الوطنية للتربية البدنية، والرياضة المدرسية، من مال وجهد وعمل امتد لسنتين، قامت على أثره شركة إسبانية بوضع خطة استراتيجية للعمل بها، بعد دراسة الواقع، إلا أننا بعد هذا كله ،لم نرَ أثراً ملموساً في الميدان التربوي، بعد هذه الفترة لأن هناك العديد من المدارس مازالت دون المواصفات المطلوبة، من حيث الإمكانات.. الأمر الذي ينعكس بدوره حتى الآن على عدم قدرة التربية البدنية والرياضة المدرسية على تحقيق أهدافها، فضلاً عن أنها تعاني بوضعها الحالي، من الضعف والقصور وعدم الثراء في البنية المنهجية والتنظيمية والتنفيذية، لأن عناصر منفذي الإستراتيجية افتقدوا مصداقيتها على أرض الواقع وانحصرت العلاقات الموجه للعمل في أضيق الحدود الروتينية الشكلية فلم تعتمد على التخطيط كما حدد لها، وفقدت كثيراً من مقومات التطوير بسبب ضعف الموارد التنموية الموجهة إليها، وإدارتها في منظومة روتينية مغلقة انعزلت عن توجهات الفكر والتطوير. وما زال العاملون بها يحاولون توضيح التعبيرات التي تكفل وتعزز أسباب تواجد الأنشطة الرياضية في سياق البرنامج التربوي، وهنا عندما شمل التطوير بلا شك أنه تطرق إلى وضع حصص التربية البدنية في المدارس فرغم كل التحفظات على عدد الحصص ونوعيه المقررات التي تخص التربية البدنية؛ فهي تحتاج إلي تطوير وخطط علاجية، وهذا لم يشاهد على أرض الواقع لتكون السبيل الإيجابي للمحافظة علي سلامة أبنائنا البدنية والنفسية والوجدانية.. كذلك يمكن أن نكتشف الكثير والكثير من المواهب والمهارات التي تساعد في ازدهار الرياضة في مملكتنا الغالية، وبناء علي قدرة الإدارة العليا للجنة الاستراتيجية التي أرى أنها عاجزة عن فعل شيء للتربية البدنية والرياضة المدرسية، رغم تسلمها من الشركة التي استلمت حقوقها كاملة، وسلمت المشروع للتنفيذ من قبل مسؤولي التربية البدنية في الوزارة،ومن هنا يأتي القرار الصعب . وأخيراً فإن هذا كله لايتعدي المحاولة لتحقيق رؤية والدنا وقائد نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للمملكة في 2020 م .
وأرى أنها فرصة مواتية قد لاتتكرر بوجود صاحب الفكر الرائد المتطور سمو وزير التعليم الأمير خالد الفيصل ووضعه للمسات التغيير الأولي للتحول نحو مفهوم أشمل وأعم للتربية والتعليم، وسمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبد الله بن مساعد، لما لهما من معرفة وثقافة رياضية حديثة، فنحن الآن نمتلك الفرصة الماسية لدمج التربية والتعليم بالرياضة، ووضع رؤية جديدة متطورة ذات بعد أشمل وأعم، نستطيع بها الوصول بأجيالنا القادمة إلي بر الأمان وهذا حقهم علينا أن نضعهم علي الطريق الصحيح، فلابد وأن نستفيد من نهم شبابنا بالرياضة لتغرس بهم القيم السامية والرفيعة التي تعلمناها من ديننا الحنيف .