2014-09-18 | 07:25 مقالات

المنهج الخفي

مشاركة الخبر      

قبل عدة سنوات تحدث وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل عندما كان أميراً لمنطقة عسير عما أسماه بالمنهج الخفي ونشرت عدد من الصحف تصريحاته في حديثه لقناة العربية في 15 من شهر يونيو 2004 مايلي:

انتقد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل من يدعون الوسطية الذين كانوا يعمدون لاستفزاز الشباب واستثارتهم بنشر أفكار المودودي وسيد قطب، مطالباً إياهم بالاعتذارعن أخطائهم، مفسراً تمكن المتطرفين من التغلغل في المجتمع السعودي بأنه يعود إلى وجود تربة خصبة تتمثل في الشخصية المتدينة للمواطن السعودي التي استغلها المتطرفون لتمرير أفكارهم المنحرفة عبر تشويه وتحوير النصوص القرآنية الكريمة والنبوية الشريفة، داعياً إلى إنشاء "هيئة لمكافحة الفكر الإرهابي"،

ومحذراً من مغبة التقليل من شأن منحرفي الفكر في بلادنا لأنهم يشكلون خطراً كبيراً.

وقال سموه في سياق حديثه إلى قناة العربية الفضائية إن المخدرين هم من يؤكدون أن ظاهرة الإرهاب محدودة وأنها لا تتجاوز مجموعة صغيرة من المسلحين دون أن تمتد إلى مجموعات كبيرة من المكفرين الذين تمتلئ بهم مجتمعاتنا، مضيفاً أنه ينبغي الاعتراف بخطورة الوضع، ومستشهداً بخطأ ارتكب في ما يخص معالجة قضية "جماعة جهيمان" مطلع عام 1400 هجرية في مكة مطلع الثمانينات الميلادية، حيث تم القضاء على الجماعة ولم يتم اجتثاث فكرها (بحسبه ).

وأضاف الأمير خالد الفيصل أن فكر العنف الآتي من الخارج وجد تربة خصبة في السعودية كون الشخصية السعودية شخصية متدينة واجهت العالم عندما تأسست الدولة على أسس إسلامية صحيحة، لكن مصدر قوة هذه الشخصية هي ذاتها نقطة ضعفها، لأنه من السهولة خداعها عن طريق مشروع ديني أو فكرة دينية.

ودعا إلى تنقية المناهج السعودية من الفقرات التي وجدت طريقها إليها خلال نقل الفكر المتطرف إلى السعودية.

وقال خالد الفيصل : إن دعاة الوسطية كانوا يصفون الحكام بالطواغيت ويشجعون الإطاحة بالحكومات العربية والإسلامية، ويسفهون كبار العلماء ويصفونهم بأوصاف غير مقبولة على حد وصفه. وأشار إلى أن هؤلاء غيروا جلودهم بعد أن رأوا استنكار الناس لهذا الفكر المتطرف و"بقدرة قادر تحولوا للوسطية".

وقال "إذا كانت وسطيتهم صحيحة فهذا شيء مقبول"، مطالباً إياهم بالإعتراف بأخطائهم السابقة على الملأ والاعتذار من المواطن والوطن والدولة. ونفى أن تكون الدول وفرت لهم سابقاً حماية متسائلاً "من يحصل على حماية وهو يكفر الدولة؟".

وشدد على ضرورة تنقية المناهج الدراسية من فقرات وضعت أثناء تعرض المملكة لنقل الفكر الجهادي والعنفي إليها، محذراً في الوقت ذاته مما وصفه بـ "المنهج الخفي"، الذي يشكل نسبة 80% من إشكالية العنف فيما لا تتجاوز هنات المناهج الدراسية في هذا الصدد 20%.

وقال إن المنهج الخفي يتمثل بنزوع بعض المدرسين مثلاً إلى الخروج عن المناهج وتمرير أفكار إلى الطلاب في الصفوف الدراسية أو خلال الأنشطة غير الصفية.

وفي إطار الحلول التي يقترحها لمواجهة الإرهاب، دعا إلى إنشاء "هيئة لمكافحة الفكر الإرهابي" بغية دراسة المشكلة ووضع استراتيجية تخلص إلى برنامج يلتزم به المسؤولون والمؤسسات في سياق حملة وطنية جامعة.

وقال "لابد من تلمس أسباب انتشار هذا الفكر والمسؤولين عنه". وأشار إلى ضرورة وجود "فكر أمني" يتمثل في العقول والنفوس والأسر للحيلولة دون وصول الفكر المتطرف للمدارس والمستشفيات والمعاهد ودور الأيتام التي وصفها أن بعضها يشهد محاضرات وندوات تصب في اتجاه العنف. واستشهد بشريط فيديو متداول، يصور طفلاً يبلغ من العمر عشرة أعوام في إحدى دور الأيتام يسأل عن مثله الأعلى فيجيب أنه "بن لادن"، ولا يعرف عن العاصمة السعودية الرياض شيئاً حين يسأل عنها. وأكد الفيصل أن ذلك يعد "تغييباً للمواطنة".

وقال الأمير خالد الفيصل في سياق هجومه على من يصفون أنفسهم بأنهم من أتباع الوسطية "استمعوا إلى أشرطتهم التي لا تزال تولول في مدارسنا وفي كلياتنا وفي معاهدنا وفي مساجدنا واسمعوا ما يقولون، كيف يصفون الحكام العرب؟، يصفونهم بالطواغيت، وكيف يصفون الحكومات العربية؟، يصفونها بالدكتاتوريات التي يجب أن يطاح بها، وهم نفسهم الذين يستفزون كل الشباب لمقاومة كل حكومة وكل سلطة في العالم العربي والإسلامي".

وأضاف إنهم هم يتحدثون عن الوسطية ولكنهم لا يذكرون بن لادن بالاسم عندما يذكرون التفجير، ولا يذكرون القاعدة بالاسم عندما يذكرون التفجير والإرهاب، معتبرا أنهم هم الذين فعلوا ما فعلوا بالمجتمع

ولا شك أن كلام الأمير نايف الذي ذكرته في مقال عن سابق عن حركة الأخوان المسلمون وحديث الأمير خالد الفيصل يأتي من خبرة ودراية وقرب من الحدث فالأمير نايف (رحمه الله) وزير للداخلية لفترة قاربت الأربعة عقود والأمير خالد الفيصل رجل دولة عمل مديراً عاماً لرعاية الشباب ثم أميراً لمنطقتين مهمتين وحالياً وزير التربية والتعليم وبالتالي متابع للشأن الوطني والفكري.وهو هنا يتعرض للمدارس وما يحدث فيها من منهج خفي له تأثيره على الطلبة والطالبات بزرع الأفكار المتشددة وأهمها تذويب الهوية الوطنية وزرع ولاءات حزبية وفكرية خارج نطاق هذه البلاد الطاهرة المباركة.