لن يفوز الهلال.. ولن تذكريني
ستبكون بعد أسبوعين ويومين.. ستبكون..
افرحوا اليوم.. بالغوا في الفرح.. انظموا القصائد.. والمقالات.. لا مانع من مقالات المدح والنفخ.. أغنية.. أغنيتين.. ثلاث تليق ببطل آسيا الجديد القديم.. فهذا الزعيم.. يا غشيم.. حصل على الكأس بعد الفوز على العين.. انتهى الأمر.. انتهى كل شيء يا حلوين.. لن يقابل كوريا ولا يابانيا بل كنغر صغير.. سيفترسه الهلال بسهولة.. مسألة وقت فقط.. لا يجرؤ أسترالي على تحقيق لقب القارة.
ستندمون أنكم لم تفرحوا أكثر.. ستندمون أنكم لم تنظروا للأسترالي بتعال أكبر..
افرحوا قدر ما تستطيعون فالأفراح ستنتهي بصدمة.
لم أرَ الهلاليين أبدا يحتفلون بالكأس قبل تحقيقها .. نسوا كل ما مر بهم.. نسوا الدرب الطويل الذي سلكوه.. والتضحيات التي قُدمت.. انتظرتم هذا اليوم أربعة عشر عاما.. لن تطيقوا الانتظار أربعة عشر عاما أخرى.. سيرحل من يرحل.. وتبقى مرارة الخسارة في حلوقكم شاهدا على غروركم.. وستُجلدون بالعالمية صعبة قوية كل يوم مرتين.. تستاهلون.. تستاهلون.
النهائي ليس له علاقة بالمنطق.. ليس ضرورياً فوز الأفضل.. فالنهائي له حساباته المختلفة.. له حساباته الخاصة.. لا يفكر مثل البشر.. ينحاز للمقاتلين.. لذلك فاز بالبطولة مرتين متتاليتين فريق تايلاندي من المزارعين.
تابعت الفريق الأسترالي جيدا.. ليس فريقا صعبا ولكنه يعرف كيف يفوز.. كل من قابله احتقره وهذا سر انتصاراته.. عاشق للمستحيل.. حقق الدوري الأسترالي من أول مشاركة.. وقريب من تحقيق بطولة آسيا في أول ظهور.. قصة من ألف ليلة وليلة.. وفوزه على الهلال نهاية الحكاية.. النهاية المنطقية لبدايته الأسطورية.
صعوبة المباراة ليست في الخصم.. بل في ثقة الهلال المبالغ فيها.. في غرور الهلال.. لن يفوز وهو يعتقد أن المباراة سهلة.. لن يفوز وهو يؤمن أن التاريخ طرفا في النهائي.. فالهلال يدخل المباراة بالمعلقات الست.. يدخل مدججاً بتاريخ آسيا والعرب.. والأسترالي المسكين يدخل المباراة بشهادة ميلاد عمرها سنتين.. لو أن الأسترالي طفلا لكان بالكاد يمشي.. فكيف سيقف طفل في وجه أبو زيد الهلالي؟
اذكريني كل ما فاز الهلال:
كتاب رائع للمبدع فارس الروضان.. يقول عنه العزيز خالد العتيق مدير مدارك للنشر إنه الكتاب الأكثر مبيعاً.. أتمنى أن تصدر منه طبعة جديدة والهلال بطلاً لآسيا.. لا وصيفاً.. رغم أنني لست متفائلاً .. فحبيبة الروضان لن تذكره هذه المرة.