شهداء جريمة الأحساء
في سرعة قياسية مذهلة انقض الأبطال الشرفاء النبلاء الشجعان من رجال الأمن على المجرمين القتلة الذين نفذوا عملية القتل في الأحساء وتمكنوا من القبض عليهم في تأكيد على جاهزية الأمن وقدراته التدريبية والفنية والمعلوماتية والتقنية والتجهيزية. فقد أثلج صدور المواطنين.
هذا الإنجاز الأمني الكبير وفيه قدم الشهيد المقدام النقيب محمد العنزي وزميله العريف تركي الرشيد أرواحهم فداء لدين الله ثم الوطن الغالي، سائرين على درب من سبقهم من رجال الأمن الشهداء الأبطال. وهنا نتذكر رجال الأمن الأشاوس الذين سجلوا ملحمة من ملاحم البطولة والفداء والإخلاص والتضحية لإعلاء كلمة الله ثم الحفاظ على أمن هذا الوطن المعطاء وذلك بتصديهم بكل احتراف ومسؤولية وإخلاص وشجاعة لمحاربة والتصدي لقوى التكفير والتفجير المخترقين من الاستخبارات المعادية لزرع الفتنة بين أبناء بلادنا الحبيبة الذين عاشوا في واحة الأحساء بسلام ووئام وقدموا أرواحهم وهم يكتبون بدمائهم الزكية تاريخاً ودرساً للفداء والتضحية والشهادة بإذن الله تعالى. فتعازينا لكل من فقد ابناً أو قريباً أو حبيباً من هذا الوطن.. تعازينا لكل أم فقدت ابنها فلذة كبدها تضحية للوطن.. تعازينا لزوجات الشهداء لفقدهن حبيب القلب.. ولأبنائهم.. تعازينا لكل مواطن مسلم شريف وللوطن وإلى رجال الأمن الشجعان الذين يقدمون أرواحهم الغالية في ساحة الشرف والكرامة مدافعين وبكل إخلاص عن هذا الوطن ومقدساته وخيراته وأبنائه وذلك بتتبع القتلة في أوكارهم والتصدى لمخططاتهم وإبعاد شرورهم عن أرض المملكة العربية السعودية. وهذا لاشك يثير الإعجاب والتقدير والتفاني والإخلاص لرجال الأمن البواسل في خدمة الدين والوطن والتضحية بأرواحهم ودمائهم في التصدي لهذه الأعمال الإجرامية. كما نقدم واجب العزاء لأسر الضحايا المسالمين الذي تعرضوا للقتل وهم في دار عبادة، وندعوا الله أن يسكنهم فسيح جناته ويرزق إخوتنا من الأحساء الصبر والسلوان على هذه المصيبة الكبرى. وبحمد الله كانت هذه الدولة حريصة على الوحدة والشمولية فشاهدنا المهندسين السعوديين يعملون بتميز في أكبر شركة عالمية هي شركة أرامكو بعد أن تلقوا أفضل المستويات التعليمية والتدريبية في جامعة متميزة مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أو في جامعات العالم المختلفة. وهناك المبتعثون وقود برنامج الإبتعاث الخارجي لخادم الحرمين الشريفين، حيث الدراسة في أفضل الجامعات دون النظر إلى الخلفيات الطائفية، وكذلك في مجلس الشورى ومجلس الوزراء وفي قطاع الأعمال والبنوك والقطاع الخاص حيث العمل والتميز دون مناطقية أو طائفية. فحمدا لله على نعمة الأمن والأمان وحمدا لله على هذا التكاتف الشعبي الذي شجب الحادثة واستنكرها. وهاهو سماحة المفتي (حفظه الله) يستنكر بحزم وقوة ومعه جميع العلماء والدعاة والمفكرين ومختلف طوائف المجتمع بل يقول سماحته (إن ذلك عدوان ظالم وغاشم خطط ودبر له حاقدون على الأمة سمحوا لأنفسهم باستباحة دماء المسلمين دون وجه حق، ودعا سماحته إلى محاكمة من ارتكب هذا الجرم بشريعة الله التي تحرم قتل النفس كما قال تعالى في كتابه الكريم (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق). وبإذن الله تأخذ العدالة مجراها من دولة الحق والعدل، وأن تشهد الأحساء تنفيذ حكم الله في حق منفذي هذه الجريمة النكراء.