أين إدارة الأزمة في نادي الهلال
بعد ما حدث لنادي الهلال خلال هذه الفترة من معضلات ومشكلات إدارية البعض شبهها بالكوارثية، أصبح أمر حدوث أزمة في أنديتنا الرياضية ونظمها الإدارية والفنية متوقعاً، ورغم أنه كان بإمكان القائمين على نادي الهلال التعامل مع الأزمة التي مرت به بشكل طبيعي إلا أنهم كابروا بعدم اعترافهم بذلك وكان بالإمكان أحسن مما كان لو كان الأمر متوقعا حدوثه كما يحدث في أغلب المؤسسات الرياضية والتي تضع هذا ضمن أجندة العمل الاحترافي الصحيح بوضع الحلول المناسبة ومعرفة أسباب الأزمة واحتمال حدوثها أو تكرار حدوثها ، وفي مجال كرة القدم ودخول التقدم المذهل في التعاملات والتقدم العلمي وارتباط كرة القدم في نادي الهلال بالاحتراف وبالسياسة والاقتصاد تنوعت أشكال الأزمات التي تمر بالنادي حيث ندرك تماما بأن من يقود إدارات أنديتنا الرياضية حاليا ليسوا برياضيين حقيقيين بل رجال أعمال قادتهم مكانتهم الاجتماعية ودعمهم المالي والمعنوي في الواجهة ومكان القيادة بل في الصدارة وهكذا نادي الهلال مثله مثل باقي الأندية فمن يقوده ليس رياضيا ولذلك حدثت أخطاء في إدارته وبالذات فريق كرة القدم الذي دائما هو من يساعد في تقييم عمل رئيس النادي فحدثت أزمة إدارية وفنية لفريق كرة القدم بنادي الهلال ، ويرى كمال درويش وصبحي حسنين (أن الأزمة عبارة عن خلل يؤثر ماديا على النظام كله بحيث يهدد هذا الخلل الافتراضات الرئيسة التي يقوم عليها هذا النظام، وإدارة الأزمة تعني التعامل الفوري مع الحدث لوقف أي تصاعد أو مضاعفات بهدف السيطرة الكاملة على الحدث)، والواقع أن ماحدث لنادي الهلال هو تغيير مفاجئ لم يستطع معه رئيس النادي التفاعل معه بالسرعة التي كان يستوجبها، فقد ذكر أنه يتطلب على من يرغب في قيادة النادي دفع مبالغ مالية طائلة وكأنه يقف حجر عثرة في التدخل السريع لإدارة أزمة النادي فتهدد النادي بشكل لم يتوقعه أقرب محب له ،والأزمات يجب أن نعترف أنها تهدد بعض الأندية وأصبحت تحدياً قوياً قد تؤدي إلى تدني عمل العديد من الأندية الرياضية أو المنظمات مهما كانت بل تهدم بعض الكيانات ، ولا نرى أنه يوجد ناد بعيد عن الأزمات فيتذكر البعض ما حدث لنادي النصر في وقت مضى من أزمة كانت كفيلة بتدني عطاء الكيان النصراوي وابتعاده عن البطولات التي كان يوما ما طرفا فيها، فالأزمة عندما تحل لا تعرف نادياً كبيراً أو صغيراً ولهذا فالأزمات قد تكون في الأمور المالية والإدارية وهذا ما حدث للهلال ضعف مالي لم يستطع معه رئيس النادي تأمين العديد من المتطلبات الفنية لفريق كرة القدم سواء من اللاعبين المحليين أو غير السعوديين وكذلك ضعف إداري في عدم تفاعل الأعضاء معه وإيقاف نائب الرئيس، وما أود الإشارة إليه أن البعض من المؤسسات الرياضية لاتهتم بإنشاء إدارة أزمة هي في الأساس ليست مكونة من أعضاء الشرف بقدر ما هي تكون من قيادات ذات خبرة في مهارات الاتصال وإدارة الوقت والحوار والقيادة الإبداعية والابتكارية جاهزة لإدارة النادي في حال حدوث كارثة كما يطلق عليها البعض إن صح التعبير والتعامل مع الجمهور والإعلام الرياضي، ولعل من المناسب أن يتبنى اتحاد الكرة بالتنسيق مع معهد إعداد القادة تنظيم دورة للقادة مسؤولي الأندية والعاملين في المجال الرياضي في كيفية إدارة الأزمات الرياضية ومن ثم تشكيل إدارة أزمات في الأندية وإن كنت أرى أن نادي الشباب قد شكل لجنة هي أقرب لإدارة الأزمة للنادي.. والله الموفق.