سلطان بن فهد
في ظهيرة يوم شتوي جميل عام2001م تلقيت اتصالاً هاتفياً من وكيل الرئيس العام المساعد لشؤون الشباب ـ آن ذاك ـ "منصور الخضيري" يطلب اسمي رباعياً لإعلانه ضمن أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم، كنت وقتها لا أعرف أحداً في القطاع الرياضي الرسمي فكانت البداية من الباب الكبير ومن رأس الهرم الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير "سلطان بن فهد".
التقيت "وجه السعد" بالاجتماع الأول للاتحاد في الأول من فبراير وكان سمحاً مبتسماً طلق المحيا يشمل الجميع بمودته وتلطفه فذاب الجليد من الدقائق الأولى، وكنت أكثر المتحمسين للتغيير والمطالبة بإلغاء المربع الذهبي وبيع حقوق النقل التلفزيوني وغيرها من المطالبات التي قابلها سموه بابتسامة صادقة قائلاً: "كل هذه الأمور ستتحقق وأكثر"، فكان رائد التغيير.
عملت تحت رئاسة "سلطان بن فهد" أكثر من عشر سنوات لم أقابله إلا مبتسماً متفائلاً محباً للخير وداعياً له، ولم أعرض عليه مقترحاً إلا وافق عليه حتى أصبح لقبه في الخفاء "لا مانع" لعدم رفضه لأي أمر يعلم أن فيه خير للرياضة والشباب، وقد كان صدره متسعاً للنقد بشكل نادر تسبب في رفع سقف الحرية إلى حدود لم يسبق لها مثيل، كما تميز بسرعة الصفح والمبادرة لبناء الجسور المقطوعة أو المتصدعة، ولن ينسى تاريخ الرياضة قدرته على استيعاب الخلافات الشهيرة مع محمد بن همام ويوسف السركال وقناة أبوظبي وغيرها كثير من المواقف التي تؤكد نبل أخلاق الرجل الذي افتقدته الرياضة، حيث غادر بهدوء وابتعد عن الساحة تاركاً لغيره فرصة العمل والإنجاز وإكمال المسير، ويكفي أن أقول إن حقوق النقل التلفزيوني بدأت في عهده بعشرة ملايين لأوربت وغادر والعقد الأخير بمائة وخمسين مليوناً للموسم الواحد، ناهيك عن غيرها من القفزات التي يشهد بها البعيد قبل القريب، وستبقى ذكراه عطرة في عقولنا وقلوبنا للأبد.
تغريدة tweet:
كما وعدتكم بتخصيص مقالات قادمة لشخصيات خدمت الرياضة وغادرت دون ضجيج لنشعرهم بأننا لم نتناس أفضالهم، كتبت اليوم عن "سلطان بن فهد" وأجدها فرصة للمطالبة بتكريمه من خلال إطلاق اسمه على إحدى المنشآت التي تم تشييدها في عهده المليء بالإنجازات، فنحن مطالبون قبل غيرنا بالتأكيد على أن الوفاء من سمات الرياضة السعودية التي لا تنسى رموزها، وعلى منصات الوفاء نلتقي.