وقت الحكماء
قبل عدة أشهر ظهرت على السطح أزمة مطالبة المنتخب الفلسطيني الشقيق بلعب مباراته أمام منتخبنا في "رام الله" واستحالة ذلك من الجانب السعودي لأنه يتطلب الحصول على إذن من الكيان الصهيوني، وكنت أول من علق الجرس حينها عبر أكثر من وسيلة إعلامية منادياً باحتواء الأزمة قبل أن تتحول الشرارة إلى نار، ولكن لأسباب لا يتسع المقال لتفصيلها تم تأجيل التعامل مع هذا الملف الساخن وتبديل الإياب بالذهاب حتى ضاق الوقت فكان العلاج بالكي عن طريق قرار من (فيفا) يشكر كل من ساهم في الحصول عليه لصالح منتخبنا.
ولكن الأزمة لم تنته بالقرار بل زاد اشتعالها بتصريحات فلسطينية رافضة للقرار مستخدمة عبارات "مجحف وظالم وغيرها"، وبذلك ستشهد الأيام القائمة المزيد من التصعيد الذي سينعكس سلباً على العلاقات الرياضية بين الاتحادين الشقيقين وبالتأكيد سيمتد الأثر للمباراة التي ستتحول إلى تحدٍ من نوع خاص نخشى أن يشوّه أجواء المنافسة الشريفة بين الشقيقين.
هنا تأتي المطالبة بتدخل الحكماء في الاتحادين والاتحادات الشقيقة ومسؤولي الرياضة وإعلامها وجماهيرها لإطفاء جذوة الخلاف بالاحتكام للعقل الذي ينظر إلى المباراة بإطارها الطبيعي كمنافسة على ثلاث نقاط يجب ألا تخرج عن إطارها الرياضي الجميل، ولأن الحكمة ضالة المؤمن فإنني أهيب بالحكماء سرعة التدخل لتهدئة الأجواء الملتهبة وضمان عودة المياه إلى مجاريها بين الرياضة السعودية وشقيقتها الفلسطينية دون غضب أو تصعيد.
كما أنني أعلق آمالاً كبيرة على خمس شخصيات قيادية عربية أجد فيهم المظلة المناسبة لرأب الصدع وحلّ الخلاف بمناصبهم الرياضية ومكانتهم الاجتماعية وهم الشيخ سلمان آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي والأمير تركي بن خالد رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم والأمير طلال بن بدر رئيس اتحاد اللجان الأولمبية العربية والأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد غرب آسيا، وأملنا فيهم كبير.
تغريدة tweet:
اللواء جبريل رجوب رجل قومي مناضل وقف مراراً على منصة الجمعية العمومية بالاتحاد الدولي مطالباً بحق الرياضيين الفلسطينيين في التنقل بحريّة بعيداً عن سطوة المحتل الصهيوني، وهو يعلم أن دخول وخروج بعثة منتخبنا يتطلبان الحصول على إذن مسبق من "إسرائيل" وهو أمر لا يمكن أن تقبل به الحكومة السعودية، وعلى منصات الحكمة نلتقي.