الهلال وآسيا
"زعيم نصف الأرض" لقب يتغنى به جمهور "الهلال" الذي انتزعه عن جدارة واستحقاق لأنه الأكثر تحقيقاً لألقاب القارة التي يمثل سكانها نصف تعداد البشر على الكرة الأرضية، ولكن علاقة الهلاليين باتحاد القارة التي يتزعمونها شابها الكثير من الشوائب في السنوات الأخيرة بسبب أحداث متوالية فسرها البعض بطريقة أشعلت الفتيل وسكب عليها البعض زيتاً يؤججها.
يخطئ الهلالي الذي يعتقد أن الاتحاد الآسيوي يتعمد إقصاء الهلال عن الألقاب لأنه أمر يخالف المنطق، والدليل على ذلك أن هناك مباريات شهدت أخطاء تحكيمية لصالح الهلال كان آخرها مباراة "لخويا" في الدوحة، كما أن أخطاء الحكم في مباراة الذهاب في الرياض كان بالإمكان أن تمتد لتلغي هدفين من أصل أربعة لو كان هناك تعمّد من الحكم، ولكن تكرار الأخطاء في مباريات الهلال يتطلب منّا أن نتفهّم علامات الاستفهام ولكن علينا تحديد الوجهة التي نشير إليها بأصابع الاتهام بعيداً عن مؤامرة الاتحاد القاري على زعيم أندية القارة.
ويخطئ الاتحاد الآسيوي حين يعلن أسماء الحكام قبل المباراة بأسابيع تجعل المشككين يجدون مبرراً لشكوكهم بإمكانية وصول الفاسدين للحكم وإفساده، كما يخطئ أيضاً حين يكلف حكماً من أقصى شرق أو جنوب القارة لإدارة مباراة حاسمة بين فريقين من الغرب يطير لأجلها نصف يوم ولا يأخذ كفايته من الراحة قبل المباراة، ويتضاعف الخطر إذا اختار لمباراة حكماً كانت له أخطاء فادحة ضد أحد الفريقين أو ينتمي إلى دولة معادية لدولة أحدهما أو كليهما.
سيستضيف أهلي الإمارات شقيقه الهلال في مباراة حاسمة يفترض أن يحكمها طاقم من إحدى الدول الشقيقة بدول مجلس التعاون لقطع الشك باليقين وإراحة النفوس، أما إن صحّ ما يشاع بأن الحكم سيكون من "إيران" في هذا الوقت بالذات فإن الاتحاد الآسيوي يفتح على نفسه النار بقرار لا يتخذه إلا من غابت عنه الحكمة في وقت حرب (سعودية/ إماراتية) معلنة مع إيران.
تغريدة tweet:
حفرت في ذهني حكمة قالها لي المغفور له بإذن الله الأمير محمد العبدالله الفيصل: "كثرة الحديث عن مؤامرة التحكيم تعطي لنجوم الفريق شماعة يعلقون عليها إخفاقهم عند الخطأ الأول"، ولذلك أرجو من "حكماء" الهلال عدم ملء رؤوس النجوم بفكرة مؤامرة الاتحاد الآسيوي فالخاسر هو الهلال، وعلى منصات الحكمة نلتقي.