عجلة اللوائح
حكمة جميلة سمعت الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية يرددها كثيراً: "لسنا بحاجة لإعادة اختراع العجلة"(We don’t need to reinvent the wheel)، وهي حكمة تقال كناية عن عدم الحاجة للبدء من الصفر عند توفر تجارب ناجحة للآخرين يمكن الاستفادة منها والبدء من حيث انتهوا، وهو الأمر الذي نطالب به فيما يتعلق باللوائح والأنظمة.
"لوائح الاحتراف" بدأت عام 1992 في خطوة جريئة من المغفور له بإذن الله "فيصل بن فهد" ولكن القائمين عليها آنذاك بذلوا جهداً مشكوراً لتفصيل لائحة تتناسب مع الخصوصية السعودية كان فيها سقف لراتب المحترف وبنود أخرى تخلصت منها اللجان بنداً بنداً حتى اقتربنا من اللائحة الدولية التي أتمنى تطبيقها كاملة دون الحاجة لإعادة اختراع العجلة.
"لائحة الأندية الرياضية" تم اعتمادها قبل أيام على أن يبدأ تطبيقها غرة عام 1437هـ، وفيها بنود تخالف الأنظمة الدولية وقد تتسبب في تعليق نشاط كرة القدم السعودية إذا ما تم تطبيق المادة 36 التي تنص على أن للرئاسة العامة لرعاية الشباب حق حل مجلس إدارة النادي إذا ارتكب مخالفات معينة، وهذا يعتبر تدخلاً حكومياً صريحاً يجب تلافيه بالاستعانة باللوائح المطبقة في أفضل التجارب العالمية بدلاً من إعادة اختراع العجلة.
"لائحة تسجيل اللاعبين" صدرت قبل عشرات السنين لضبط تسجيل اللاعبين واإسقاطهم في جميع الألعاب من خلال مكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بجميع مناطق المملكة، ولكنه نظام أكل عليه الدهر وشرب ولم يعد يستوعبه العصر الحديث، خصوصاً بعد اعتماد نظام "Transfer Matching System" المعروف بـ"TSM"، وأكاد أجزم أننا الدولة الوحيدة في العالم التي تسجل اللاعبين خارج الاتحادات الرياضية لأننا نصر على إعادة اختراع العجلة.
تغريدة tweet:
كل هذه اللوائح والأنظمة التي تعرض الرياضة السعودية ـ وكرة القدم على وجه الخصوص ـ للكثير من المطبات والعثرات، يمكن تحويلها إلى أساس لتطوير الرياضة من خلال الاستعانة بأفضل الخبرات العالمية لنقل المعرفة والتجربة بالبدء من حيث انتهى الآخرون، بدلاً من الإصرار على تفصيل لوائح خاصة بحجة "الخصوصية السعودية" في زمن العولمة الذي أصبح العالم فيه "قرية كونية صغيرة" تحكم الرياضة فيها اتحادات دولية بذلت الجهود لسنّ القوانين اللازمة لتنظيم اللعبة دون حاجة لإعادة اختراع العجلة، وعلى منصات اللوائح والأنظمة الدولية نلتقي،