2015-12-16 | 02:40 مقالات

ألم المعرفة

مشاركة الخبر      

للمعرفة ألم يقضّ مضجع العالمين ببواطن الأمور، فتؤرقهم المعلومة ويشعرون بالمرارة التي لا يعاني منها المرتاحون من "ألم المعرفة"، ولذلك قال صديقي المتنبي:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ

ولذلك سأطلعكم على بعض الحقائق المؤلمة التي لا يتعاطها الإعلام ولا تحظى بأولوية النقاش لأنها لا ترتبط بشكل مباشر بالأندية والتعصب، فلا يتناولها الإعلام ولا يفسح لها مساحة كافية
هل تعلمون أن المملكة العربية السعودية تحتضن مقرات عدد من الاتحادات العربية التي يرأسها سعوديون؟ وعلى رأسها الاتحاد العربي لكرة القدم واتحاد اللجان الأولمبية العربية، يضاف إليها اتحادات الفروسية وألعاب القوى واليد والطاولة والحمام الزاجل والدراجات النارية وكذلك اتحاد القوس والسهم ورابطة رواد الرياضة العربية، ولكنني لن أفجعكم بحجم الميزانيات المتواضعة التي تحصل عليها هذه الاتحادات بالمقارنة بما تحظى به مثيلاتها في دول الجوار، حيث يتم هناك تأمين المبنى المميز والميزانية الوفيرة التي تجعل الاتحادات الإقليمية تخطب ودّ تلك الدول وترغب في استضافتها للمقرات مع منحها شرف الرئاسة التي تضمن المزيد من الامتيازات التي لا توفرها السعودية للاتحاد الإقليمي.
فلا عجب أن العديد من الاتحادات الآسيوية لمختلف الألعاب الرياضية يرأسها أشقاء خليجيون بينما تكتفي "السعودية" بالوحيد "د. صالح بن ناصر" رئيساً للاتحاد الآسيوي للكرة الطائرة، رغم أن بلادنا هي أكبر دول المنطقة وأكثرها تأثيراً في جميع المجالات الأخرى، وإذا لم تكن الرياضة على قائمة أولويات الدولة فسيأتي اليوم الذي لا يوجد في بلادنا أي اتحاد عربي أو آسيوي، وحينها ستصبح رياضتنا تابعة لمن يقود الركب ويستضيف الاتحادات الإقليمية ويرأسها.
ولعلي أختم بمعلومة مؤلمة حيث إن ميزانية "لجنة الهجن" أضعاف ميزانيات أغلب الاتحادات العربية التي ذكرتها بداية المقال، وفي ذلك تأكيد على "ألم المعرفة".

تغريدة tweet:
ما زال كثير من المسؤولين والرياضيين يجهل الدور الكبير الذي تلعبه الرياضة في السيطرة على الفكر وتوجيهه على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، فوجود أي اتحاد عربي أو آسيوي في السعودية وبرئيس سعودي يعني قدرة "المملكة" على توجيه سياسة هذا الاتحاد أو ذاك بنسبة كبيرة بما يخدم مصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها ناهيك عن المصالح الرياضية، والأدلة على ذلك تحتاج إلى مقال آخر، وعلى منصات المعرفة نلتقي.