زمن النويصر
حين كنت طالباً في "معهد العاصمة النموذجي" كنت أتابع النشاط الرياضي في "ثانوية العليا" حيث كان يلعب محمد النويصر وأحمد المصيبيح وعدد من أصدقاء اليوم، ولذلك فشهادتي مجروحة في رفيق الدرب الذي قرر أن يترجل عن كرسي رئاسة رابطة دوري المحترفين وهو قادر على الاستمرار دون منافس لأنه من القلائل الذين وضعوا لبناتها الأولى.
ولكن الحقائق التي سأذكر بعضها ستثبت لكم أنني لا أجامل الصديق الذي اختلف معه مثلما أتفق بعكس من يتوقعون أنني أوافقه الرأي في كل القرارات، ولعل أهم قرار أختلف معه فيه هو مغادرة "الرابطة" التي اسسناها عام2008م على منهج وثقافة غير موجودة في غيرها من المنظمات الرياضية، ولم يخفف اعتراضي على تركه الرابطة سوى قراره بالترشح لرئاسة الاتحاد التي أرى أنه المرشح الأجدر بها لأن الكرة السعودية تحتاجه ولأنه "زمن النويصر".
"أبو عبدالله" متخصص في فتح الأبواب للشباب السعودي الطموح، بدليل أن معدّل أعمار العاملين بالرابطة مثل متوسط أعمار اللاعبين، كما أنه يؤمن بالتخصص العلمي الرياضي فساهم في إرسال عدد من نجوم الإدارة الرياضية لدراسة "ماجستير فيفا" وتخصصات دقيقة مثل "صناعة كرة القدم"، وترك الأبواب مشرعة للمتخصصين للخروج أيضاً لمجالات أرحب من الرابطة، فأصبحوا يعملون اليوم بالاتحاد الآسيوي والشركات الرياضية المتخصصة.
"النويصر" لا يستأثر بالإنجاز لنفسه ولا للرابطة، فهو مستعد لإشراك الجميع في النجاح كجزء من "ثقافة الرابطة" التي تنظر للمصلحة العامة وتركز عليها، وأكاد أجزم أن "الرابطة" هي السبب الرئيس في النقلة النوعية في قيمة الدوري وعوائد النقل التلفزيوني ورعايات الأندية وبيئة الملاعب ومضاعفة الحضور الجماهيري، ولكن الجميع يشارك في المنجز ويتغنى به لأن صدر وعقل "أبي عبدالله" يتسع لـ "نحن" ولا يقتصر على "أنا"، ولذلك أتمناه رئيساً للاتحاد السعودي لأن هذا "زمن النويصر".
تغريدة tweet:
أخيراً فإن ثقافة عدم التشبث بالكراسي أبرز سمات "ثقافة الرابطة" وكانت أبرز حجج "النويصر" للترجّل عن الرئاسة، وقد شعرت بالراحة حين سلّم الراية لأبرز من استقطبتهم الرابطة "ياسر المسحل"، وأكاد أجزم أن كرة القدم السعودية ستتطوّر حين يكون معظم قيادتها من المؤمنين بفكر الرابطة وثقافتها، وستكون البداية بانتقال "محمد النويصر" من رئاسة الرابطة إلى رئاسة الاتحاد بإذن الله، وعلى منصات الثقافة نلتقي،،