2016-01-20 | 02:20 مقالات

النجم النموذج

مشاركة الخبر      

كرة القدم لعبة جميلة تملأ ذاكرة عشاقها بالذكريات المفرحة والمحزنة المربوطة بأحداث صنعها الأبطال أو فشل غيرهم في تحقيقها، ويبقى التاريخ شاهداً بالأرقام والصور والمقاطع مهما تقدمت بنا السنون، ومساحة المقال لا تكفي لسرد الذكريات المتزاحمة في ذاكرتي الآن، ولذلك سأكتفي بذكر بعض النماذج المشرقة لنجوم أتمنى أن يكونوا القدوة لنجوم اليوم.
في كأس آسيا 1984 كانت مباراة نصف النهائي لمنتخبنا ضد إيران، وأصيب الكابتن "صالح النعيمة" فنزف الدم من رأسه فكان خروجه حتمياً، لكن الهدّاف "ماجد عبدالله" طلب منه البقاء لأنه يدرك أهمية القائد، فتمت خياطة رأسه بالملعب وأكمل المباراة التي انتهت بالتعادل وسدد كل من النجمين ضربتي ترجيح ضمن الخمس التي أهلتنا للنهائي، صالح وماجد "النموذج".
في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2002 كانت مباراة منتخبنا المهمة ضد العراق في الأردن وقد سبقها شحن كبير أرعب بعض النجوم فوقف "عبدالله الواكد" وقال للمدرب "ناصر الجوهر" سألعب ولو بلغت الخشونة أن أفقد قدمي فلا تخرجني من الملعب إذا كان المنتخب يحتاج إليَّ، فكان لكلامه أثر في نفوس الجميع وفزنا بالمباراة الأصعب، الواكد "النموذج".
في مسيرة مليئة بالعطاء لا تكفي مساحة اللقاء للحديث عن "محمد الشلهوب" الذي لا يزال يسطر الأمجاد على المستطيل الأخضر ومع ذلك يقبل البقاء على دكّة البدلاء وهو يرى أنصاف النجوم يستأثرون بمكانه فيواصل التدريب والانضباط حتى يعود لمكانه الطبيعي ويصنع الفارق في كل مباراة يشارك فيها ويستمر في تحطيم الأرقام القياسية، ويتعدى إبداعه الملعب حيث يحتضن عامل النظافة ويهدي أحد أهدافه لطفل مصاب بالسرطان ويكثّف أعماله الاجتماعية، فيصبح الشلهوب المحبوب لكل الجماهير أفضل "نموذج".
تغريدة tweet:
مع التذكير بالنماذج المشرقة في تاريخ الكرة السعودية نتذكر نجوماً يتراشقون بقشر البرتقال بعد هزيمة منتخبنا بالثمانية من ألمانيا، وآخرين يتبادلون الابتسامات مع إخفاقات الأخضر السعودي، فأدرك حاجتنا للنجم "النموذج" الذي نتمناه في أنديتنا ومنتخباتنا ليكون قدوة للصغار من اللاعبين والجماهير، ويزداد يقيني أن عودة كرة القدم السعودية لزعامة الكرة الآسيوية لن تتحقق إلا من خلال "النماذج" الإيجابية لنجوم يعلمون قيمة شعار الوطن ويتفانون من أجله، ويخلصون لقميص المنتخب أكثر من إخلاصهم لقميص النادي، وبدون تلك "النماذج" لن نعود للزعامة، وعلى منصات النجم النموذج نلتقي.