تجاوز النكسة
في خليجي 22 تنافس منتخبنا مع قطر والإمارات على اللقب بمستويات متقاربة جداً، ولكن الكرة اختارت "العنابي" وحلّ منتخبنا "الأخضر" ثانياً يليه "الأبيض" الذي حافظ على المركز نفسه في البطولة الأصعب، حيث فاز بالبرونزية في كأس آسيا 2015 التي احتضنتها "أستراليا"، في حين خرج فرسا نهائي الخليج من الدور الأول.
بالأمس ودّع منتخبنا الأولمبي بطولة آسيا تحت 23 سنة بنقطتين بائستين وتعادلين بطعم الخسارة ضد تايلاند وكوريا الشمالية، والرابط بينه وبين منتخبنا الأول كم كبير من النجوم الدوليين بتشكيلة المنتخبين، ولذلك تدنى سقف التوقعات وأصبح الجمهور السعودي يتوقع خيبة الأمل أكثر من فرحة الإنجاز، ويقيني أن غالبية السعوديين لا يتوقعون تأهل منتخبنا لكأس العالم في روسيا 2018.
الأسباب في رأيي يمكن حصرها في عدم الاحترام والجدية والاستقرار، فعدم الاحترام مرتبط بنظرة النجوم للمنتخب والاتحاد، فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن "بعض" النجوم لا يرغبون اللعب للمنتخب ويفضلون عليه النادي الذي يوفر لهم الدلال والجماهيرية والحماية، وحين لا يحترم النجم الشعار الذي يرتديه فإنه لن يتفانى لأجله ولن يقدّم كل جهده في كل مباراة. أما عدم الجديّة فهي جزء من ثقافة الاحتراف التي تحتاج إلى بناء في النشء قبل سنوات من توقيع العقد الاحترافي الأول، فابتسامات عدم الاكتراث ووقفات عدم الاهتمام تمثل بعض الدلائل على عدم الجديّة الذي ينتج عنه التفريط في المباريات السهلة. بينما عدم الاستقرار فذلك مسؤولية الاتحاد الذي يكرر تغيير الأجهزة الفنية والإدارية فتتغير معهم طريقة الإعداد والتدريب واللعب فيظهر ذلك على انسجام المجموعة واستيعابهم لطريقة المدرب وفكره.
النتيجة الحتمية لتلك العوامل الثلاثة استمرار النكسات وتكرارها، ولن يستطيع أفضل مدربي العالم إنقاذ منتخباتنا إذا لم تتضافر الجهود لتحويل تلك العوامل السلبية إلى نظيراتها الإيجابية بكسب الاحترام وغرس الجديّة وتوفير الاستقرار وإلا فالنتيجة الحتمية عدم التأهل لكأس العالم 2018 وعدم المنافسة على كأس آسيا 2019.
تغريدة tweet
ما حدث لمنتخبنا الأولمبي في الدوحة نكسة جديدة تشبه نكسة منتخبنا الأول في نفس المدينة 2011، ولكن الكارثة أن هناك من سينبري للدفاع عن "بعض" المقصرين بدافع الميول والانتماء للنادي الذي يطغى على الانتماء للوطن الذي نعشق ترابه وننعم من خيره، ولن يتبدل الحال إذا كان المقصّر يعلم أن هناك من سيدافع عنه ويحميه رغم تقصيره في حق منتخب الوطن، وعلى منصات تجاوز النكسات نلتقي.