تخلّى فتجلّى
انطلقت أمس واليوم مباريات الجولة الأولى في دوري ابطال آسيا الذي تشارك فيه أربعة أندية سعودية، وهو الحد الأعلى لعدد المشاركين الذي يتحقق عاماً بعد عام بفضل الله ثم جهود رابطة دوري المحترفين السعودي والأندية، وأكتب وقد تعادل الاتحاد خارج الديار وبانتظار مباراة النصر الليلة والهلال والأهلي غداً، ليصرخ السؤال: ما حظوظ سفرائنا هذا الموسم؟
أتمنى وأتوقع أن تتأهل جميع الفرق السعودية لدور الـ16 بإذن الله، ولكن ذلك لا يعني الكثير لجماهير تعودت على الذهب وأصبح مطلبها الأول بعد أن أصبحت "العالمية صعبة قوية" على الأندية السعودية بغياب دام أكثر من عشر سنوات، وقد ذكرت في أكثر من مناسبة أنني متفائل بأن هذا العام سيشهد تتويج أحد أنديتنا باللقب وسيكون النهائي بالرياض أو جدة.
ليتحقق ذلك نحتاج تغيير ثقافة التعاطي مع البطولة الهامة والاتحاد المشرف عليها، فليس هناك منطق في التعلق بشماعة "المؤامرة" التي روّج لها البعض وصدّقها كثيرون حتى وصلت لعقول النجوم فأثرت على تعاطيهم مع المباريات الآسيوية بشكل سلبي، ويقيني أن التركيز على اللعب أفضل من تشتيت الذهن بالحكام والانضباط وغيرهما، فهل نتعلم؟
"تخلى فتجلى"، عبارة قلتها حين تخلى "دونيس" عن قناعته باللعب بخطة لا تناسب "الهلال" فكانت النتيجة تجلي الزعيم وفوزه بكأس ولي العهد الغالي، ولكل مدرب قناعاته التي تعيق الفريق احياناً فيصبح الرأي شبه الجماعي عكس ما يراه المدرب، فحالة الغضب الجماهيري في "الأهلي" على "جروس" رغم أنه أكمل خمسين مباراة دون خسارة تؤكد أن مطالب الجماهير أكبر من مجرد عدم الخسارة، ومرة بعد أخرى تثبت الجماهير أنها إذا اتفقت بنسبة تفوق الـ90% على أمر فإنها بنسبة 90% تكون على حق مهما عاندتها الإدارة والمدرب.
ولذلك أطالب الأندية بالاستماع لصوت الجماهير وفتح قنوات التواصل معهم وعدم التمسك بالقناعات التي يعارضها الأغلبية الساحقة، لأن المنطق يقول ان انديتنا كانت تفوز بهذه البطولة وتتزعم آسيا لسنوات طويلة، ولذلك علينا أن نعود لتلك الفترة ونكرر تلك القناعات.
تغريدة tweet:
سأكتبها اليوم وأكررها مع كل إخفاق: "إن ركّز نجوم أنديتنا على نظرية المؤامرة المزعومة فسيخرجون من أجواء المباريات بالهزائم والبطاقات الملونة"، لذلك يجب أن نتخلى عن تلك القناعات لنتجلى بالملاعب، وعلى منصات التتويج نلتقي،