نقاء أم ذكاء؟
كنت قد علقت الجرس محذراً من نتائج قرار حسم تحديد أفضل أربعة منتخبات من الثمانية الذين يحتلون المركز الثاني بنهاية التصفيات الماضية عن طريق فارق النقاط ثم الأهداف، وذلك بسبب تفاوت قوّة المجموعات واحتمالية الشكوك التي ستثار حول النتائج الكبيرة لبعض المباريات، ولكن الشك زال وقطع الشك باليقين حيث كانت نتائج الجولة الأخيرة خالية من الشبهات ولله الحمد، مما يستوجب الإشادة بالاتحاد الآسيوي الذي جمع بين النقاء والذكاء.
"النقاء" يتجلى عند سعي جميع الفرق للفوز وبذل كامل الجهد حتى صافرة نهاية المباراة الأخيرة، لأن كرة القدم لعبة جميلة تنافسية يسعى المحترفون فيها للفوز مهما كانت قيمة المباراة لشعورهم بالمسؤولية تجاه الشعار الذي يرتدونه والجماهير التي حضرت لأجلهم، وأتذكر بالمناسبة أن بعض الفرق الأوروبية حين تقدم عرضاً مخيباً للآمال تقوم بتعويض الجماهير عن التذاكر التي اشتروها لأن العرض المقدم لهم لم يكن يستحق قيمة التذكرة.
"الذكاء" كان بالتعامل الحكيم مع قرار "فيفا" بتعليق مشاركة كل من الكويت وإندونيسيا وعدم احتساب نتائج مبارياتهما السابقة ومنعهما من الاستمرار بالمشاركة، مما ترتب عليه خلل في عدد الفرق بالمجموعات الثماني، حيث أصبحت اثنتان منها بأربعة منتخبات فقط، فقرر الاتحاد الآسيوي حينها حذف نتائج أصحاب المركز الثاني مع المركز الأخير في المجموعات الست مكتملة العدد، وبذلك قطع الشك باليقين حول ترتيب أصحاب المركز الثاني المترتب على الأهداف المسجلة في أصحاب المركز الأخير، فكان قراراً حكيماً ذكياً يستحق الإشادة.
ويبقى السؤال: هل فكّر الاتحاد الآسيوي في إلغاء نتائج أصحاب المركز الثاني مع أصحاب المركز الأخير في حسابات التأهل بغض النظر عن قرار "فيفا"؟، مهما كان الجواب فإنني اقترح اعتماد هذا المنهج في المسابقات المماثلة لأنه يقطع الشك باليقين ويضمن النقاء بذكاء.
تغريدة tweet:
لا جديد في مخالفة بعض نجوم المنتخب للنظام بالتأخر عن الالتحاق بالمعسكر أو الخروج منه، فقد أصبح الخروج عن النص جزءاً من ثقافة بعض المحترفين الذين يجهلون أبسط أبجديات الاحتراف، واللوم هنا لا يقع على النجوم فقط، ولكنه يطال اتحاد الكرة الذي تأخر كثيراً في إقرار ونشر وتعميم لائحة المنتخبات، وكذلك الأندية والإعلام المتعصب الداعمين للنجوم مهما تنوعت وتعددت تجاوزاتهم بحق منتخباتنا الوطنية.. وعلى منصات النقاء نلتقي.