استقلالية الاتحادات
صدرت الموافقة الكريمة من مجلس الوزراء على طلب استقلالية الاتحادات الرياضية إدارياً ومالياً وأن تكون لها شخصيتها الاعتبارية مع السماح لها بإنشاء الروابط، وهو قرار تناولته وسائل الإعلام بنسب متفاوتة من الاهتمام والأهمية، فما الذي سيتغير بعد هذا القرار المهم.
في البداية يجب التأكيد على أن البداية كانت من رابطة دوري المحترفين السعودي التي قامت برسم الخطوات الأولى لفكرة استقلالية المنظمة الرياضية وتحويلها إلى كيان تجاري، وقد واجهت صعوبات كبيرة في تنفيذ الفكرة على أرض الواقع، بدليل أنها حتى صدور هذا القرار المهم ليس لديها حساب بنكي خاص يمكنها القيام بمهامها الإدارية والمالية باستقلالية كاملة.
ولذلك فإن القرار الحكيم يمنح الاتحادات الرياضية الاستقلالية الإدارية والمالية التي تعني التحرر من قيود البيروقراطية الحكومية، وبالتالي تتمكن الاتحادات من التحرك بحرية لتطوير برامجها وتنفيذ خططها الإستراتيجية بحرية وديناميكية، ولا يخفى على المتابعين والعاملين في المجال الرياضي ما يعانيه القطاع من بطء في اتخاذ القرارات الخاصة بخطط تنمية الرياضة لأن صانع القرار مقيّد بأغلال البيروقراطية والهياكل التنظيمية المتضخمة والمترهلة والبالية.
كما يأتي السماح بتشكيل الروابط كأهم بنود القرار لأنها ستصبح كيانات تجارية مستقلة تتحرك بعقلية القطاع الخاص الساعي دوماً لتنمية الموارد المالية وابتكار أساليب متنوعة لزيادة الدخل الذي يشكل وقود الرياضة، ويكفي أن نشير إلى أن رابطة دوري المحترفين السعودي هي الكيان الأنجح في الوقت الحاضر ولم تكلف خزينة الدولة ريالاً واحداً.
ويبقى الأمل أن تتمكن الكيانات التجارية الرياضية من الانطلاق إلى عالم المال والأعمال باستقلالية تشمل جميع جوانب التطوير في إطار العلاقة التي تربطها بالهيئات الحكومية ذات العلاقة، مثلما ترتبط شركات الاتصالات بهيئة الاتصالات التي تمارس الرقابة والتشريع ولكنها لا تعيق تطوّر قطاع الاتصالات الذي يشهد الجميع بأنه الأكثر تطوراً في السعودية.
تغريدة tweet:
يقول المغفور له بإذن الله "غازي القصيبي": "يحتاج صانع القرار إلى قدرات ذهنية لمعرفة القرار الصحيح ولقدرات نفسية لاتخاذ القرار الصحيح ولمزيج من القدرات الذهنية والنفسية لتنفيذ القرار الصحيح"، وكأنه يخبرنا ويحذرنا من واقع خبرته بأن هناك قرارات صحيحة كثيرة تم اتخاذها ولكنها لم تنفّذ، وأملنا كبير في تنفيذ قرار استقلالية الاتحادات الرياضية لأنه يمثل حجر الزاوية في رحلة رياضتنا نحو الخصخصة، وعلى منصات الاستقلالية نلتقي.