بطولة وأبطال
في بداية إنشاء رابطة دوري المحترفين السعودي قمنا بزيارة للمثل الأعلى الذي استقينا منه أغلب وأهم خطوات خارطة الطريق التي تحقق بعضها على أرض الواقع، أعني بذلك البرميرليق والأندية الإنجليزية التي نتمنى أن نلحق بركبها ليصبح الدوري السعودي ضمن النخبة الآسيوية، وقد تحقق ذلك بفضل الله وأصبحت أنديتنا تشارك بالعدد الأكبر في دوري أبطال آسيا مثلما تشارك الأندية الإنجليزية بذات العدد في دوري أبطال أوروبا.
ضمن تلك المهمة قمنا بزيارة أكاديميات عدد من الأندية التي أبهرتنا بملاعبها وخدماتها وميزانياتها وأهدافها، وعند النقطة الأخيرة أكتب هذا المقال حول الهدف من الأكاديميات والفئات العمرية في الأندية العالمية التي يجب أن تكون لنا نبراساً نتعلم منه لنصل لمستواهم.
في جميع الأكاديميات كان الهدف الأسمى دون منازع هو "صناعة النجوم"، وأتذكر على سبيل المثال أن أكاديمية "تشيلسي" بملاعبها المتعددة وخدماتها المتطورة وأجهزتها التدريبية والطبية والتعليمية الخبيرة كانت تكلف النادي ثمانية ملايين جنيه إسترليني بالعام وهدفها المكتوب على جدار الأكاديمية أن تنتج بطلاً مثل "جون تيري" كل ثمانية عشر شهراً.
بمعنى أنها تنفق اثني عشر مليون جنيه لصناعة سوبر ستار واحد، ورغم مشاركة الأكاديمية في جميع البطولات المحلية والأوروبية والودية إلا أن تحقيق بطولة ليس ضمن الأهداف المعلنة، لأنهم يعلمون أن تلك البطولة لن تضيف شيئاً لسجل النادي حيث لا يحفظ التاريخ سوى البطولات الرسمية على مستوى الفريق الأول، ولذلك أبدعوا في تحديد أهدافهم.
أكتب هذا المقال والإعلام الرياضي السعودي القديم والجديد يحتفل بفوز صغار "الهلال" ببطولة حمدان الدولية التي أقيمت في دبي وتفوق فيها على ريال مدريد ثم بروسيا دورتموند، وكأني استبق الزمن لعشرة أعوام قادمة أرى فيها نجوم الفريقين الأوروبيين ملء السمع والبصر، بينما نجوم الهلال قد توارى معظمهم عن الأنظار ولم يحقق سوى ذلك الإنجاز.
تغريدة tweet:
إن علينا أن نواكب مشروع "التحول الوطني" لنعيد ترتيب أولوياتنا ونحدد أهدافنا بوضوح ونرسم طريقاً أوضح لتحقيقها، ولعل البداية تكون من تصحيح المفاهيم حول أهداف الأكاديميات والفئات العمرية، ولن نصل لما وصلت إليه الأندية الأوروبية ونجومها إلا إذا غيرنا نمط التفكير السعودي الباحث عن البطولة في هذه السن، واستبدلناها بصناعة نجوم المستقبل، وعلى منصات التحول الوطني للرياضة نلتقي.