"ليستر" والتعاون
توقفت الكرة الأرضية عن الدوران حين أعلن الحكم نهاية مباراة تشيلسي وتوتنهام بالتعادل الذي منح ليستر سيتي لقب أصعب وأقوى وأمتع دوري بالعالم للمرة الأولى في تاريخه، فتصدر الخبر جميع نشرات الأخبار والصفحة الأولى بصحف العالم، فالحدث أقرب للخيال منه إلى الواقع لأن هذا "الأزرق" كان مهدداً بالهبوط في الموسم الماضي، ولكنه في هذا الموسم لم يرتكب أي خطأ ولم يعان من الإصابات وسارت نتائج الفرق الأخرى لصالحه.
في عام 1995 كان البطل الأزرق "بلاكبيرن روفر" وكان المنافس "مانشستر يونايتد"، وبعدها واصل اليونايتد حصد الألقاب وعاد الروفرز لغياهب الدرجة الأولى ولا أدري أين انتهى به المطاف، وكثيرون يتوقعون للمارد الأزرق الجديد نفس المصير وهناك متفائلون يتوقعون أن يقارع الكبار في دوري أبطال أوروبا الموسم القادم، والأيام ستكشف الحقيقة.
وصفة الفوز باللقب سهلة رغم صعوبة الهدف، فبعد اختيار المدرب المناسب لهذا الفريق بالذات (رنيري الذي حقق المركز الثاني مع عدد من الكبار ثم سلّم معظم الفرق التي دربها لمن حقق معها الألقاب) فكان لديه شغف بالإنجاز أكثر من النادي، ثم اختار نوعية من المقاتلين الذين يحرثون الملعب في كل مباراة وكأنها على الكأس، وتصادف مع كل ذلك هبوط في مستويات تشيلسي وقطبي مانشستر وأرسنال وكأن الموسم مفصّل على مقاس ليستر.
ملحمة "ليستر سيتي" كررت بعد عشرين عاماً ما حققه "بلاكبيرن روفر"، وربما يتكرر الإعجاز بعد عشرين أخرى مع بطل آخر، ولذلك أتمنى من أنديتنا أن تستلهم الدروس والعبر من تلك الإنجازات وتستذكر ما فعله "الفتح" قبل ثلاثة مواسم، فكرة القدم تخدم من يخدمها وتحترم من يحترم كل خصومه.
تغريدة tweet:
"التعاون" يشبه "ليستر" كثيراً، إلا أن حلم اللقب لم يراود إدارة ومدرب ونجوم وجمهور سكري القصيم، فكان الفريق يتذبذب ويخسر الكثير من النقاط التي كان بمقدوره أن يكسبها، فالأهلي حقق اللقب بـ57 نقطة أعتقد جازماً أن بمقدور "التعاون" أن يحقق أكثر منها لو كان يمتلك شخصية "ليستر"، كما أن "بريدة" كانت منقسمة حول سفيرها لوجود المنافس "الرائد" بينما كانت مدينة المدينة الإنجليزية بعمدتها وجميع سكانها وقفت خلف سفيرها، فكان اللقب أشبه بملحمة كفاح يقهر المستحيل لا نشاهدها إلا في الأفلام، وعلى منصات التتويج نلتقي.