2016-06-08 | 04:10 مقالات

أعظم رياضي

مشاركة الخبر      

أمريكا العظمى تفتخر بالكثير من إيجابياتها ولكنها تخجل أيضاً من صفحات سوداء تشوّه تاريخها في التعامل مع أصحاب البشرة السوداء، حيث تأخرت عن معظم دول العالم في منحهم أبسط حقوقهم الإنسانية، وفي قمة الصراع ضد العنصرية ظهر بطل رياضي حقق الميدالية الذهبية وحين استقبلته البلاد صدمها برأيه الصريح ضد سياساتها الداخلية والخارجية فأصبح حديث المجتمع بين مؤيد ومعارض ولكنه لم يتنازل عن مبادئه التي تسببت في دخوله السجن، ولكنه ظل صامداً حتى خرج منه كما دخله بطلاً قومياً يفخر به الجميع، حتى تمّ الإجماع على أنه الرياضي الأعظم على مر التاريخ "The Greatest of All Times".
"محمد علي" تحوّل من بطل رياضي إلى ملهم للأجيال ما زالت مقابلاته القديمة تحظى بأعلى معدلات المشاهدة لأن فيها الكثير من الحكمة والعبر، وقد صرّح كل من أجرى معه تلك اللقاءات بأنه الشخصية الأكثر إلهاماً وإبداعاً في الحوار، وأنصح كل قارئ بالاستمتاع بتلك اللقاءات التي يتحدث فيها عن الدين والتسامح والوصول للقمة وغيرها، ولعلي أتمنى أن تنشر جميع الأندية السعودية مقولته الشهيرة: "أكره التدريب ولكنني أقنع نفسي بأن ألم التدريب هو الطريق الوحيد للوصول للبطولة".
رحل البطل المسلم ولكن ذكراه ستبقى خالدة على مر العصور كأكثر الرياضيين إلهاماً وتأثيراً في تاريخ البشرية، وسيحفظ له التاريخ أنه استطاع الصمود ضد جميع قوى الشر لينشر الخير والتسامح، حتى تخطى حدود التاريخ والجغرافيا ليكون ملهماً لكل البشر، وأتمنى من وطني الحبيب أن يبادر بتسمية أحد أهم الشوارع باسم الرياضي الأعظم في التاريخ "محمد علي".

تغريدة tweet
في بداية الثمانينات الميلادية زار والدي ـ حفظه الله ـ الولايات المتحدة ضمن وفد سعودي، فكانت زيارة "محمد علي" في بيته ضمن برنامج الزيارة، وكعادة والدي في الممازحة تحدى بطل الملاكمة متوعداً بالفوز عليه، فما كان من الأسطورة إلا الابتسامة والرد: "أنت أحد أمرين، إما فاقد للعقل أو فاقدر للرغبة في الحياة"، وبعدها بسنوات كان البطل الملهم في زيارة للسعودية والتقاه والدي مرة أخرى وأهداه الصورة التي جمعتهما في الزيارة الأولى، وما زال والدي يتذكر تفاصيل الحدثين ويروي لنا سمات الرجل العظيم الذي أجمع الرياضيون حول العالم على اختياره وتتويجه باللقب الأعظم بالتاريخ، وعلى منصات "محمد علي" نلتقي.