عيد التجديد
منذ سنوات طويلة ولساني يردد مع كل عيد بيت صديقي "المتنبي" الشهير:
عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد
بيت عبقري يتساءل فيه أعظم شعراء العربية عن أحوال العيد مقارنة بالعيد الماضي، وهو سؤال يحتمل إجابة سوداوية أو رمادية أو ناصعة البياض بحسب الحال يوم العيد، ولذلك أجد نفسي عاجزاً عن الإجابة هذا العام لأن المشاعر والأحوال بين العيدين تجعل الحكيم حيران.
ولأنني عاشق للإيجابية أبدأ بالمشرق من الأحوال التي تغيرت للأفضل بحمد الله، حيث اختار الأهم على الصعيد العام وهو تدشين رؤية السعودية 2030 التي رفعت مستوى التطلعات والطموح لدى المجتمع السعودي بشكل عام والشباب على وجه الخصوص، وعلى صعيد الرياضة كانت البشرى بتحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى الهيئة العامة للرياضة، التي نطمح أن تفك قيود البيروقراطية عن الرياضة السعودية فتنطلق للريادة القارية والعالمية.
ولأنني ضد دفن الرأس في الرمل والعيش في وهم المدينة الفاضلة فلابد من ملامسة أبرز السلبيات على الصعيد العام ارتفعت وحشية "داعش" والمنتمين لهذا التنظيم الدموي البشع، فعرف مجتمعنا شباباً اغتالوا أخوالهم وأبناء عمومتهم حتى وصل الأمر لفاجعة توأمين قتلا أمهما وشرعا في قتل والدهما وأخيهما، وانكشف غطاء التنظيم الذي لا يمت للإسلام بصلة حين فجعنا نهاية رمضان بتفجير قرب المسجد النبوي، فاقتنع الجميع بأن من يتسمى بتنظيم الدولة الإسلامية هو العدو الأول للإسلام والمسلمين، أما على الصعيد الرياضي فإن شبهة التلاعب بنتائج مباريات دوري الدرجة الأولى وصلت للإعلام الدولي وننتظر نتائج التحقيق.
تغريدة tweet:
أعود لصديقي "المتنبي" الذي أتبع بيته الأول بقوله: أما الأحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيد دونها بيد ولذلك أدعو بالمغفرة والرحمة والخلود في الجنة لمن رحل قبل هذا العيد، وأخص بالدعاء شهداء الواجب من جنودنا البواسل وقوات الأمن الخاصة المكافحة للإرهاب، كما ندعو لهم بالنصر المؤزر بإذن الله ليعود الأمان والسلام للوطن الذي نعشق ترابه، وننطلق بإذن الله لآفاق المستقبل ونساهم في تحقيق رؤية السعودية 2030، وعلينا أن نتكاتف لاجتثاث جذور الإرهاب الفكري من الداخل مع عدم إغفال القوى الخارجية ومقاومتها ولكن البداية يجب أن تكون من تضييق الخناق على مثيري الفتنة، وعلى منصات عيد التجديد نلتقي.