رجل الأمن
اتصل بي القائمون على قناة الإخبارية، وشرفوني بالمشاركة في برنامج يهدف للتوعية بمخاطر الإرهاب الذي أصبح العدو الأول لمجتمعنا المسالم، فجالت بخاطري صور الطفولة مع شوارعنا الآمنة ومدننا الهانئة وأخبارنا المحلية المفرحة، رغم أننا اليوم نفجع بجرائم لم نكن نعرفها من قبل، وصارت الفجيعة أكبر لأن مرتكبيها من شباب الوطن الذين نتوسم فيهم الطهر والبراءة وحسن التربية والخلق.
"الإرهاب لا دين له" عبارة يقتنع بها كل من في رأسه عقل يزن به الأمور، فالشواهد كلها تؤكد أن الإرهابيين يتلبسون بعباءة الدين ليستروا بها سوء عملهم ويجدون من يساعدهم على ربط تلك الأعمال الإرهابية بمبررات دينية تنشأ من تفسير خاطئ لآية أو حديث، ونحن نعلم أن الإسلام دين السلام كان في حال الحرب يوصي بعدم قتل الأبرياء في حال الحرب فما بالك بقتلهم في حال السلم، ولم نخلص من عفن "القاعدة" حتى ابتلينا ببشاعة "داعش" قاتلهم الله.
"المواطن رجل الأمن الأول" عبارة حفظناها عن ظهر قلب منذ أطلقها المغفور له بإذن الله الأمير نايف بن عبدالعزيز، وأصبحنا اليوم في أمسّ الحاجة لتفعيلها والعمل بمضمونها من خلال التعاون على وحدة الصف ضد الإرهاب والإرهابيين، ولذلك فإن واجبنا مضاعف حين تصل جرائم الإرهاب لرجال الأمن في أطهر بقعة على وجه الأرض بقرب مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يعد هناك أبشع ولا أجبن من مجرم يختار ضحاياه صائمين في آخر رمضان فيدعونه ليشاركهم الإفطار فيكون ردّه عليهم انفجاراً يروّع الآمنين بالحرم النبوي الشريف، ولا يفوقهم بشاعة إلا من قتل أمه بعد أن لوّث الإرهابيون عقله فوجب محاربتهم.
تغريدة tweet:
يحتل رجل الأمن مكانة خاصة في قلوب الجميع تزايدت رفعةً وعلواً مع تزايد الأحداث المحيطة بمجتمعنا الذي يستمد أمنه وأمانه من يقظة رجال الأمن البواسل على الحدود وداخل المدن، وسنبقى مدينين مدى الحياة لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه لأنهم الدرع الذي يحمي أولادنا وأهلنا من غدر الغادرين وكيدهم، وعلينا أن نكثّف جهودنا ونوحّد صفنا في محاربة الإرهابيين بالداخل والخارج مع فضح من يدافع عنهم أو يتعاطف معهم أو يحرضهم لأنهم شركاؤهم في الجرم والجريمة..وعلى منصات الأمن نلتقي.