النعيمة والبيشي
كعاشق لكرة القدم ومتابع لأهم المسابقات وأفضل الأندية سأكتب اليوم عن جانب فني رغم عدم تخصصي فإن وفقت فمن الله وإن أخفقت فمن نفسي، فقد لاحظت أن غالبية الفرق تلعب بأربعة مدافعين وتنجح في التفاهم والتكامل بين قلبي الدفاع، ووصلت إلى قناعة بأن هناك مواصفات ومتطلبات لنجاح حجز الزاوية في الفريق مثلما نجح الثنائي "النعيمة والبيشي".
صالح النعيمة وأحمد جميل وغيرهما من قلوب الدفاع الذين يتولون دور القيادة يمثلون خط الدفاع الأخير الذي لا يحتمل الأخطاء، ولذلك يتميزون بالهدوء والثقة والشخصية القوية التي من خلالها ينظمون الفريق من الخلف ويبدأون الهجمات بد ّ قة التمرير، وفي الغالب يضعون شارة القيادة على أكتافهم لأنهم الأكثر كشفاً للملعب والأقدر على إدارة الفريق وقيادته.
حسين البيشي ومحمد الخليوي (رحمه الله) وغيرهما من قلوب الدفاع المكملين لدور القائد يلعبون دور الجندي المجهول الذي يقاتل على كل كرة فيصيب كثيراً ويخطئ كثيراً ويتسبب في الفاولات ويحصل على الإنذارات، وكأنه يضحي بنفسه من أجل الفريق وقائده الذي ينعم بالأضواء والصيت والشهرة، ولا يعرف قيمة البيشي والخليوي إلا النعيمة وجميل.
كل فريق يلعب بقلبي دفاع يحتاج إلى نجمين بمواصفات النعيمة والبيشي يكملان بعضهما لبناء سد حصين أمام هجوم الخصم، والتاريخ يؤكد أن النجم الذي يشبه "النعيمة" يخطئ حين يقرر أن يلعب بطريقة "البيشي"، والعكس صحيح حيث ينكشف النجم الذي يشبه "البيشي" كلما قرر أن يتقمص دور "النعيمة"، ولذلك فإن مصلحة الفريق تتمثل في التزام كل قلب دفاع بالدور المناسب لتكوينه ومهاراته وشخصيته وأترك لكم تحديد النعيمة والبيشي في كل فريق.
tweet تغريدة
طالما اخترت النجمين النعيمة والبيشي لعنوان المقال فلعلي أضرب مثالاً بهلال اليوم، حيث خسر الزعيم الملكي لقاء السوبر حين حاول "جحفلي" تقمص دور "النعيمة" وهو يملك مواصفات "البيشي"، ولا أريد القسوة على النجم الذي أصبح اسمه الأكثر شهرة وتردداً حتى أصبحت أهداف الثواني الأخيرة تسمى "جحفلة"، ولكنني أوجه له ولكل قلوب الدفاع وجهة نظر خاصة عن أهمية الالتزام بالدور المناسب له ولإمكاناته ومواصفاته ومهاراته الفنية والشخصية، ولذلك أتمنى أن يحدد قلب الدفاع المدرسة التي ينتمي إليها بعد استشارة المدرب ثم يلتزم بدور النعيمة أو البيشي ولا يخلط بينهما، وعلى منصات الالتزام نلتقي.