التذاكر الموسمية
بعد حضور السوبر الإنجليزي استبشرنا كثيراً بمستوى "مانشستر يونايتد" فبدأت مع ولدي مشعل البحث عن تذاكر للمباراتين المتبقيتين أثناء وجودنا في "لندن"، وكانت مباراة "بورنموث" خارج الديار مستحيلة نظراً لصغر الملعب فحالنا الحظ في مباراة "ساوثهامبتون" على مسرح الأحوال عن طريق ما يعرف بإعادة بيع التذاكر الموسمية حين لا يريد صاحب التذكرة الحضور، فحصلنا على تذكرتين بسعر يزيد على المعتاد بسبب ندرتها.
هذه التجربة الجميلة شجعتني للكتابة مرة أخرى عن "التذاكر الموسمية" التي تمثل أحد مصادر الدخل المهمة للنادي المحترف تسويقياً واستثمارياً، والفكرة باختصار تتمثل في بيع مقاعد محددة لكامل الموسم لمن يريد الدفع مقدماً وحجز مقعده في المدرجات لجميع المباريات التي يلعبها الفريق على أرضه، وهناك أندية تبيع تذاكر موسمية لمباريات الدوري فقط بينما تشمل في بعض الأندية جميع المباريات المحلية والخارجية، كما تختلف نسبة التذاكر الموسمية من مجموع المقاعد من نادٍ لآخر حسب حجم الملعب وأسعار التذاكر وغيرها.
لنفرض أن نادياً سعودياً جماهيرياً حدد مجموعة مقاعد في مكان مميز بالملعب وقام بتلبيسها بقماش إسفنجي مميز وأضاف لها خدمات المأكولات الخفيفة والمشروبات المنوعة مع أحقية حضور التمارين والتصوير لمرات محددة مع نجوم الفريق وغيرها من الامتيازات، فكم سيبيع هذا النادي إذا قام بدراسة استطلاعية وحدد السعر المناسب والامتيازات المطلوبة؟
وحتى النادي غير الجماهيري يمتلك أعضاء شرف يريدون دعم النادي بطريقة مختلفة عن التبرع المالي المباشر، بالتأكيد سيجدون في شراء مجموعة من التذاكر الموسمية فرصة رائعة لدعم خزينة النادي وملء مدرجاته بالجماهير التي سيمنحها تلك التذاكر، كما أن إعادة بيع التذاكر بالنيابة عن مالكها ستمنح النادي مصدر دخل إضافياً لحصوله على نسبة من مبيعات تلك التذاكر البديلة، وسيضمن نافذة أخرى يتعرف النادي من خلالها على جماهيره، وتلك من أهم فوائد التذاكر الموسمية التي تتيح للنادي بناء قاعدة بيانات يستثمرها تسويقياً.
تغريدة tweet
أعلم أن الهلال من خلال "موبايلي" خاض تجربة مماثلة باع من خلالها على أعضاء الشرف تذكرة موسمية مع رقم جوال مميز بقيمة 38 ألف ريال، وسمعت بأن الاتفاق بدأ تسويق تذاكر مشابهة بمبلغ رمزي يهدف إلى تشجيع الحضور الجماهيري، ومن التجربتين وغيرهما ننتظر انطلاقة أكبر نحو تطبيق فعلي لفكرة "التذاكر الموسمية" المطبقة في الأندية العالمية، ولعل الحل في مدّ جسور التعاون مع أحد الأندية الأوروبية الناجحة استثمارياً دون الحاجة إلى إعادة اختراع العجلة، ويقيني أن الفكرة ستنجح تدريجياً وسيحفظ التاريخ أول أندية تطبيقاً للتذاكر الموسمية، وعلى منصات التسويق نلتقي.