2016-09-24 | 04:27 مقالات

الوطنية والرياضة

مشاركة الخبر      

"سارعي للمجد والعلياء" ننشدها قبل كل مباراة كمبادرة تسجل لرابطة دوري المحترفين السعودي التي عودتنا على مواقفها الوطنية ودعمها لشباب الوطن وحرصها على المصلحة العامة، وهذا هو المفهوم الحقيقي للمواطنة والوطنية التي تعطي الأولوية دائماً للوطن ومستقبل شبابه، ولذلك أكرر مقولة الرئيس الأمريكي "كينيدي": "لا تسأل ماذا يقدم لك الوطن، بل اسأل ماذا تقدم أنت للوطن"، والرياضيون مطالبون قبل غيرهم بتطبيق هذا المبدأ.
"الوطنية" تفرض على صانع القرار الرياضي أن يضع الوطن نصب عينيه حين يتخذ القرار، وعليه أن يسأل نفسه قبل اتخاذ ذلك القرار ما إذا كان ينفع رياضة الوطن أو يضر بها؟ بناء عليه يتخذ القرار الرشيد الذي يحقق المصلحة العامة، والأمر يتعلق بالقرارات الفنية والمالية والإدارية والتسويقية والقانونية وغيرها، ولعل أهم القرارات ستتخذ خلال الأسابيع القادمة التي ستشهد الانتخابات والتعيينات للقيادات التي سترسم خارطة الطريق لمستقبل الرياضة.
"الوطن" أمانة في أعناق الجميع وواجبنا الحفاظ عليه والسعي لتطويره وتنميته كل في مجاله، والرياضيون قبل غيرهم مؤتمنون على أهم المنصات التي تبرز الوطن في المحافل الدولية وتوفر الترفيه النقي لشباب الوطن، وإذا استشعر الرياضيون مسؤولياتهم تجاه وطنهم سينعكس ذلك على أدائهم في الملاعب والمكاتب وينتج عنه التطور الذي ننشده للرياضة السعودية.
"التوطين" أهم أهداف رؤية 2030 المتمثل في إنشاء "هيئة توليد الوظائف" التي ننتظر منها التعاون مع "الهيئة العامة للرياضة" لأن الرياضة السعودية أفضل منصة لتوظيف الشباب السعودي إذا تمكن القائمون عليها من تحويلها إلى صناعة حقيقية مستدامة، وربما لا أبالغ إذا قلت إن الرياضة هي المجال الأكثر قدرة على الصمود في وجه التحديات الاقتصادية الحالية في وطن يمثل الشباب ثلثي سكانه ووسيلة الترفيه النقي الوحيدة المتاحة لهم هي الرياضة.
"الوطنية والوطن والتوطين" مثلث غير متساوي الأضلاع ـ فالوطن هو الضلع الأهم ـ ولكنه لا يقوم إلا على تكامل العناصر الثلاثة، فلا يجوز "توطين" الوظائف الرياضية إلا باستشعار المسؤولية "الوطنية" لتحقيق مصلحة "الوطن"، وينهار المثلث إذا تم تمكين الكوادر الرياضية على أساس العلاقات الشخصية بتخصيصها لدائرة الأقارب والمعارف والمصالح المتقاطعة.

تغريدة tweet
بالأمس احتفى "الخليج العربي" باليوم الوطني السعودي كتأكيد على وحدة دول مجلس التعاون، فكان العلم السعودي مرفرفاً على أهم الأبراج والمعالم في العواصم الست التي اندمجت وكأنها مدينة واحدة، ولذلك يزيد فخرنا كلما زاد تقاربنا مع الأشقاء الذين تربطنا بهم وشائج الأسرة الواحدة التي نسأل الله أن يحفظ وحدتها وأمنها وأمانها ويديم عزتها، وعلى منصات الوطن نلتقي.