2016-10-12 | 04:55 مقالات

باقي 18

مشاركة الخبر      

أكتب مقال اليوم على ارتفاع أربعين ألف قدم، وسيتم صفّه وطباعته قبل نهاية مباراة منتخبنا مع شقيقه الإماراتي، وفي الوقت الذي نتمنى جميعاً حصد نقاط المباراة والتقدم بها خطوة نحو كأس العالم 2018 في روسيا، إلا أن‪ ‬الأهم هو التركيز بعد ذلك على الـ18 نقطة المتبقية في المباريات الست القادمة، وهو أمر يفوق في أهمية النقاط الثلاث لمباراة الأمس التي لا أدري هل حصدناها كما ينبغي أو اكتفينا بنقطة في تعادل محبة مع الأحبة أم أننا بالغنا في الكرم بالتنازل عن جميع النقاط لضيوفنا، مهما كانت النتيجة فالواقع يؤكد عنوان المقال: "باقي 18".
كنت ولازلت وسأستمر أطالب بالنظر للصورة الكبيرة عند تحليل الشأن الرياضي، لأن تغيير التفاصيل الصغيرة يلغي التحليل المبني على نتائج المباريات في الاستديوهات التحليلية ومعظم وسائل الإعلام القديم والحديث، حيث نبالغ في الإشادة بالفائز بفارق بسيط متناسين أن القائم والعارضة وأخطاء الحكم واللاعبين لعبت دوراً في تلك النتيجة أكبر من براعة المدرب وانضباط النجوم وغيرها من ديباجات الإشادة، فالطريق لازال طويلاً جداً لأنه "باقي 18".
على الورق وعطفاً على المستويات والنتائج السابقة يمكن القول بأن اليابان وأستراليا ستحصدان بطاقتي التأهل الأولى والثانية، ليبقى التنافس على البطاقة الثالثة بيننا وبين الأشقاء الإمارات، مع عدم استبعاد العراق بشكل نهائي لأننا لم نصل بعد لنصف المشوار مع مضي أربع جولات وبقاء ست جولات حاسمة وكافية لتغيير المراكز بشكل لا يتوافق مع النشوة التي لاحظتها بعد مباراة منتخبنا مع أستراليا، حيث قال لي صديق خبير بأنه مطمئن لتأهل منتخبنا بإحدى بطاقتي التأهل المباشر، فقلت في نفسي إذا كان هذا الخبير متأكد في هذه المرحلة فكيف نقنع غيره من المتابعين؟ وقبل أن أحاول الإجابة قررت أن أترككم مع الأرقام والحقائق التي تقول بأنه تبقت لنا مباراتان ضد اليابان ومباراتا إياب خارج الديار أمام أستراليا والإمارات، وجميعها مباريات صعبة جداً تجعلني أكرر "باقي 18".

تغريدة ‪tweet‬:
يستفزني - لدرجة الرغبة في التحول للتعليق الإنجليزي - بعض المعلقين الذين يبالغون بالجزم بنتيجة المباراة قبل صافرة الحكم، فأحدهم كان يتشفى بالمدرب الأسترالي عند تقدم منتخبنا بهدف ويسرد له إنجازات منتخبنا ثم صمت بعد تقدم أستراليا بهدفين وعاد للهدر بعد التعادل، في حين كانت إنجلترا متقدمة بثلاثة لهدفين ضد ألمانيا في نهائي 1966 وفي الوقت بدل الضائع من الوقت الإضافي قال المعلق:"إنهم يعتقدون أن المباراة انتهت"، وحين سجل منتخبه الرابع قال:"الآن انتهت.. وعلى منصات الأمل نلتقي.