دكتاتورية الديموقراطية
"الديموقراطية" مصطلح جميل يعني "حكم الشعب أو المجتمع أو الجمهور"، وكلما زاد عدد المشاركين في القرار الديموقراطي زادت فعالية الديموقراطية، ولذلك يتحدث المحللون عن نسبة المشاركين في التصويت قبل القطع بأن نتيجة التصويت تمثل الواقع، وفي كثير من الدراسات الإحصائية يركز الباحثون على حجم العينة لضمان نتائج دقيقة بإذن الله.
"الجمعية العمومية" قررت عدم التمديد لاتحاد كرة القدم الحالي حتى نهاية الموسم وحددت نهاية العام للانتخابات المقبلة، وهو إنجاز لمن وقف وراء هذا القرار واستطاع إقناع الغالبية باتخاذ هذا القرار الذي لم يراهن عليه الكثيرون، لأننا تعودنا على الاستثناءات من النظام وتوقعنا التمديد عطفاً على نتائج المنتخب الأخيرة، فتم استقبال القرار على أنه انتصار للفريق الذي استطاع إقناع غالبية أعضاء الجمعية العمومية الـ47 وهو أمر يسهل تحقيقه بحسابات بسيطة تؤكد إمكانية توجيه الجمعية العمومية وبالتالي تحويل "الديموقراطية" إلى "دكتاتورية"
بنهاية العام يكفي حصول المرشح على 24 صوتاً للفوز بمقعد الرئاسة بعد إعادة التصويت لأن الفوز بالجولة الأولى يتطلب الفوز بثلثي الأصوات، وبرأيي المتواضع أن هناك من يستطيع التأثير على قرار الجمعية العمومية ـ إن أراد ـ لأن العدد القليل من الأصوات يمكن التأثير عليهم بشكل أسهل بكثير من الجمعية العمومية الطبيعية الممثلة لجميع الأندية الممارسة لكرة القدم والتي يبلغ عددها قرابة المائة وأربعين نادياً، وإذا أردنا "ديموقراطية" حقيقية فعلينا أن نمنح جميع ممارسي اللعبة الحق في التصويت على قراراتها المفصلية بمنحهم عضوية الجمعية العمومية.
سيعترض البعض بأن أندية الدرجة الممتازة تمول المنتخب بالنجوم وترفع عوائد كرة القدم من الرعايات والنقل التلفزيوني وغيرها، ولذلك يمكن منح تلك الأندية وزناً أثقل في التصويت بحيث يكون صوت أندية الممتاز بخمسة أصوات والأولى بصوتين والبقية بصوت واحد، وحينها يمكن أن نحصل على الديموقراطية الحقيقية التي لا يستطيع كائن من كان التحكم بها بكل يسر وسهولة، إلا إذا كان الهدف تطبيق "ديموقراطية الحوار ودكتاتورية القرار".
تغريدة tweet
أسعدتنا وزارة الداخلية بإعلان إحباط عملية إرهابية كانت تستهدف استاد "الجوهرة" في جدة يوم مباراة السعودية والإمارات وبحضور ستين ألف متفرج، ولا أريد تخيل هول الفاجعة لو لم يحبط هذا المخطط الإجرامي البشع الذي يمثل امتداداً للأعمال البشعة لتنظيم "داعش"، ولكنني أرى الفاجعة أيضاً في تقاعس البعض عن شجب هذا العمل الإجرامي وتردد بعض أئمة الجوامع في الدعاء على هذا التنظيم، ولا مجال للتردد فمن لا يقف مع الوطن ضد "داعش" فهو مع داعش ضد الوطن، وعلى منصات الوطن نلتقي.