2016-11-17 | 05:39 مقالات

خصخصة الأندية تجربة عمال النظافة

مشاركة الخبر      

تحولت شوارع نيويورك إلى أكوام من النفايات في عام 1676م، الروائح الكريهة تعطر منهاتن، بروكلين، كوينز، برونكس، ستاتن آيلاند.. مقاطعات مدينة نيويورك الخمس.
المدينة الأمريكية التجارية شلت حركتها وسط عجز بلدية نيويورك لعلاج هذه المشكلة البيئية التي تهدد حياة السكان ومرتاديها، قررت بلدية نيويورك التعاقد مع شركة خاصة لتولي المسؤولية بدلاً منها في تجربة جديدة لتحويل الخدمات من ملكية الحكومة إلى القطاع الخاص.
تجربة بلدية نيويورك الناجحة في "الخصخصة" لم تنتشر بشكل كبير بين دول العالم إلا بعد الحرب العالمية الثانية التي انتهت في عام 1945م ، إعادة بناء البنية التحتية والخدمات التي دمرت بسبب الحرب في العديد من الدول المشاركة مع دول المحور وقوات الحلفاء تحتاج لإمكانيات كبيرة تفوق ميزانية الدول المتضررة ، وبسبب عجز كثير من الحكومات قررت "خصخصة" كثير من الخدمات ليتولى القطاع الخاص البناء والتطوير والاستثمار.
عالم الإدارة الكاتب الاقتصادي الأمريكي بيتر فردناند دراكر هو أول من استخدم مفهوم "الخصخصة"، كتب هذه الكلمة في كتابه "عصر الانقطاع" عام 1968م بعد ذلك أصبحت مصطلحاً اقتصادياً يعرف:
(تحويل ملكية جهات خدمية أو مؤسسات تملكها الدولة إلى القطاع الخاص لتطويرها واستثمارها).
يقول كريسـتين كسيدز في كتابه "خصخصة مشروعات البنية الأساسية المتطلبات والبدائل والخبرات" : الخصخصة تتمثل في إعادة الهيكلة وتحقيق الإصلاح التنظيمي وزيادة معدلات استخدام الطاقات البشرية، والحد من إهدار الموارد المالية للدولة ورفع كفاءة المؤسسات، وزيادة فرص العمل).
التطوير الحقيقي لمفهوم "الخصخصة" يعود إلى رئيسة وزراء بريطانيا مارجريت تاتشر، حيث أصدرت عام 1979م قراراً بتحويل ملكية الخدمات من الحكومة البريطانية إلى القطاع الخاص لتحسين الكفاءة والمنتج وتحقيق إيرادات للحكومة باستقطاع نسب متفاوتة من أرباح القطاع الخاص المشغل للخدمات بمختلف أنواعها.
خصخصة الرياضة مثل الخدمات الأخرى كالصحة والتعليم والاتصالات وغيرها، أسهم الركود الاقتصادي العالمي في الثمانينات بعجز في الموازنات المالية وتراكم الديون الخارجية لعديد من الدول، فكانت "الخصخصة" طوق نجاة اقتصادي لتفادي الإفلاس.
"الخصخصة" في الرياضة لها نماذج عديدة تحدد حسب السيولة المالية المتوفرة في السوق، في ظل الوضع الاقتصادي الحالي بالسعودية الذي لا يناسب الخصخصة الكاملة، سوف تكون جزئية خصخصة الإدارة مع استمرار تملك الدولة للأصول.
من الأساليب العالمية الشهيرة في الخصخصة الرياضية:
•أسلوب BOOT بناء، تملك، تشغيل، نقل الملكية.
•أسلوب BOO بناء، تملك، تشغيل.
"الخصخصة" سوف تساهم بإصلاحات إدارية ومالية في الأندية السعودية وتطورها وتحسن كفاءة الأداء وخلق موارد مالية جديدة، لكن علينا أن ندرك أن أي خصخصة تصاحبها بعض السلبيات، سوف يخسر كثير من الموظفين الحاليين بالأندية من أجهزة إدارية وفنية وظائفهم، لأن الملاك الجدد سوف يحرصون على التجديد والاستعانة بالمختصين، ربما تستقطب بعض الأندية في بداية الخصخصة خبرات أجنبية لها تجربة في مجال الخصخصة الرياضية.
لا يبقى إلا أن أقول :
شخصياً أرى أن أسلوب الخصخصة "الطرح العام" اكتتاب الجماهير لشراء أسهم في الأندية السعودية التي سوف يتم خصخصتها غير مناسب في المرحلة الحالية، فقد يساهم في تدني القيمة السوقية للأندية، الأفضل أن تكون البداية بشراء أسهم النادي من مستثمر أو مجموعة مستثمرين، وبعد فترة زمنية بعد أن تستقر الأندية مالياً وتحقق أرباحاً تدرس جدوى طرح أسهم للجماهير، لأن زيادة عدد الملاك في النادي لها آثار سلبية في صناعة القرارات قد تسهم بفشل تجربة الخصخصة الوليدة بالأندية السعودية التي تحتاج للاستقرار في المراحل التأسيسية والبيئة الاقتصادية المحفزة للنجاح.
قبل أن ينام طفل الـــ"هندول" يسأل:
هل قبل الخصخصة في الفترة الحالية يتوقف دعم أعضاء الشرف للأندية ليتحول التبرع إلى استثمار؟
هنا يتوقف نبض قلمي.. وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.