معوقات التخصيص (3ـ 3)
في المقالين السابقين تحدثنا عن ثمانية معوقات للتخصيص هي (الديون، ملعب النادي، المستثمرون، وصندوق الاستثمار الرياضي، النقل التلفزيوني، العلامة التجارية، الإدارة المالية، والكوادر البشرية)، واليوم سنختم السلسلة بأربعة معوقات نتمنى أن تزول كغيرها.
"الجمعية العمومية"
شبه معطّلة في معظم الأندية وكثير من القرارات المصيرية يتم اتخاذها عبر اجتماع عدد من أعضاء الشرف المؤثرين دون اعتبار لرأي الجمعية التي تمثل المظلة القانونية للهيكل الإداري، وإذا تم التخصيص بطريقة البيع المباشر لعدد من المستثمرين فسيتم تعطيل الجمعية العمومية بشكل رسمي ونهائي، ولذلك أطالب ببيع حصة من الأسهم في سوق المال السعودي لضمان تعدد الملاك الذين سيشكلون مظلة الرأي التي تحمي النادي.
"الحوكمة"
مصطلح يسيطر اليوم على عقول المسيرين للإدارة في كل مكان يبحث عن التميّز والتفوّق، من خلال رسم حدود العلاقة بين النادي المخصص وما يحيط به من منظمات رياضية وغير رياضية بحيث تؤدي هذه العلاقات لدعم حركة النادي نحو المزيد من الكفاءة والجودة في الأداء الرياضي والإداري والمالي، ولن يتحقق ذلك إلا بتفعيل مبادئ "ألحوكمة" من خلال إقامة الندوات وورش العمل التي تعرّف القائمين على الأندية بهذا المفهوم الذي يفترض أن يكون أهم أركان ضبط عملية التخصيص وضمان تأثيرها الإيجابي على الرياضة.
"ريادة الأعمال"
أحدث موجات الفكر الإداري الخلاّق الذي يعتمد على تحويل الفكرة الإبداعية إلى ابتكار ناجح، والأندية المخصصة ستحتاج إلى الكثير من الأفكار الإبداعية التي تحيطها مخاطر الفشل إذا لم يتم دعمها بشكل يضمن لها أن تتحول إلى واقع يخدم النادي في جميع الجوانب التي يتقدمها التسويق وتنمية الموارد، ولعل الحل المثالي أن يتحول النادي إلى خلية نحل تمتلئ بالشباب المبدع في محاول جادة لاكتشاف رواد أعمال يصنعون الإنجازات، مع مدّ جسور التواصل مع الجامعات وربطها بشكل مباشر بالأندية بحيث تكون مؤسسات التعليم العالي "حاضنات" للمواهب التي ننتظر منها الابتكار والمخاطرة للوصول لأهداف أبعد بكثير.
تغريدة tweet
"الأنانية والاستحواذ" تركتها ختاماً للمعوقات لأنها الأخطر والأصعب، ففي عالم الرياضة السعودية أنانيون يحاولون الاستحواذ على كرة القدم السعودية واختطافها لتصبح ضمن أملاكهم الخاصة، ويزداد الخطر حين يتعاملون معها كأملاك خاصة لتحقيق المصالح الخاصة بعيداً عن مصالح الوطن وشبابه، ولذلك أكرر مخاوفي أن يتحول النادي بعد التخصيص لشركة يملكها شخص أناني متفرد في القرار يحوله لمشروع شخصي تديره شركاته الخاصة وفق رؤية تجارية بحتة لا تتوافق مع الرؤية الحقيقية لمفهوم النادي الرياضي الثقافي الاجتماعي، وحينها لن يفيدنا الندم، وعلى منصات التخصيص نلتقي.