ميزانية 2020

حين كنت صغيراً بهرتني فكرة "الخطة الخمسية" التي ارتبطت في ذهني بالمغفور له بإذن الله الملك فيصل، وكان سرّ الانبهار مرتبط بفكرة التخطيط للمدى الذي كنت أراه بعيداً جداً ثم اكتشفت أن الخطة الخمسية ضمن الخطط متوسطة المدى، وحين كبرت تمنيت أن يكون التخطيط شعاراً لحياتنا بدل العمل العشوائي المرتبط بالحاجة الوقتية وردود الأفعال، فنحن لا نشتري أغراض رمضان والعيد إلا بعد الإعلان عن رؤية الهلال لكل منهما.

 

مساء الأربعاء تشرفت بأن أكون ضمن كتاب الرأي الذين تم اختيارهم للقاء مهندس رؤية 2030 وزاد شرفي أن كنت الكاتب الرياضي الوحيد، وبدأ الإبهار بحضور الأمير الشاب حاسر الرأس في بساطة تدل على انهماك الرجل في مشاغل ومهام جسام تجاوز معها حدود الرسمية لينطلق للأداء العملي الجاد لرسم خارطة طريق ستنقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة بإذن الله، فكانت البداية بتجاوز فكرة الميزانية السنوية لترتسم لنا ملامح 2020.

 

تحدث "ولي ولي العهد" بشفافية فاقت التصورات فخرجنا بقناعات مختلفة وطموحات بعيدة تبشر بمستقبل أفضل لدولة تملك جميع مقومات التطور ولكنها كانت تحسب خطواتها ببطء شديد وحذر أشد، ولكنها مع العهد الجديد تسابق الزمن بخطى الشباب المطمئن، فتداخلنا مع سموه في تفاصيل تفاصيل الميزانية للأربع سنوات المقبلة التي أوضحت انتهاء العجز في عام 2020 بإذن الله بحسب أسعار نفط محافظة جداً نتمنى أن تكون في الواقع ضعف الأسعار التي تمّ بناء الاستراتيجيات عليها ليكون الوفر والرخاء أضعاف التوقعات بإذن الله.

 

المبادرات التي ستشهدها البلاد خلال السنوات الأربع القائمة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي تبشر بنهضة غير مسبوقة في الاستثمارات الداخلية والخارجية بكافة القطاعات لعل أبرزها الترفيه والتقنية، ولذلك فإن شباب الوطن موعود بقفزة نوعية في السياحة الداخلية ستحقق طموحات الغالبية منهم بتقريب البعيد ومنحهم خيارات ترفيهية أسبوعية لم تكن موجودة في المدن السعودية، كما أن مكافحة الفساد ستمثل حجر الزاوية في الحفاظ على مقدرات الوطن وضمان أفضل درجات كفاءة الإنتاج لكافة القطاعات الحكومية والأهلية لضمان تسارع النهضة بإذن الله.

 

تغريدة tweet:

أجمل ما قاله الأمير محمد بن سلمان في لقاء الأربع ساعات ونصف كان حديثه عن مكانة السعودية في العالم والسرد التاريخي الرائع للأزمات السياسية والعسكرية التي أحاطت بنا منذ توحيد المملكة وكيف تجاوزناها بصمود يندر مثيله، في إشارة واضحة إلى أن عظم السعودي قوي ولا ينكسر بفضل الله ثم بتلاحم القيادة والشعب مما يعزز الثقة بتجاوز الأزمات الحالية بإذن الله، وعلى منصات 2020نلتقي.