فاتورة الانتخابات
لا نأتي بجديد إذا قلنا إن الفوز بالانتخابات يتطلب الجهد والمال والتحالفات والوعود الانتخابية، وعند الأخيرة سأتوقف وأخصص مقال اليوم وأعترف في البداية بأنني كنت سأضيف للمتطلبات الخبرة والأهلية والسيرة الذاتية فتذكرت فوز ترامب بأعلى سلطة في العالم وهو يفتقد تلك الأساسيات فحذفتها وقررت الحديث عن "فاتورة الانتخابات".
أقصد بذلك الفاتورة التي يدفعها الفائز بالانتخابات للوفاء بوعوده الانتخابية، وهنا يجب التوقف عند نوع الوعود وعائدها على الصالح العام في أي مجال، فعلى الصعيد الرياضي حين يعد المرشح ناخبيه بمضاعفة الجهد لزيادة مواردهم المالية وفق خطة تسويقية احترافية متكاملة، فذلك وعد انتخابي إيجابي نتمنى تحقيقه، ولكن حين يعد المرشح شخصاً ساعده في جمع الأصوات بمنصب أو عضوية لجنة محلية أو دولية، فهذا الوعد يعتمد على أهلية ذلك الشخص الذي سيُمنح المنصب لسداد "فاتورة الانتخابات".
حين يخرج من يهدد الفائز بأي انتخابات بعبارات تمنّ عليه بالدعم السابق وتطالبه بتنفيذ وعود انتخابية معلنة أو سريّة، فإننا أمام "فاتورة انتخابات" حان وقت سدادها، وفي كثير من الأحيان يكون ذلك على حساب المصلحة العامّة تحقيقاً لمصلحة ذلك الناخب أو المؤثر بالانتخابات، وأستطيع الجزم بأنه لا توجد انتخابات بلا فواتير ولكن الفرق في نوعية "فاتورة الانتخابات".
"فاتورة الانتخابات" الإيجابية هي التي تخدم المصلحة العامة للرياضة وتتمثل في وفاء الرئيس الفائز بوعود تحقق نقلة نوعية في الاستثمار والتسويق والاحتراف وغيرها، كما يدخل في نطاقها بناء جسور التواصل الإيجابية بين من صوتوا له ومن صوتوا لغيره من خلال منتديات ومؤتمرات وورش عمل تهدف إلى الاستماع لجميع الأصوات وتأكيد العمل مع الجميع ومن خلال الجميع ومن أجل الجميع.
بينما "فاتورة الانتخابات" السلبية تتمثل في منح المناصب للأقل كفاءة والتأثير على قرارات اللجان لصالح المساهمين في رحلة الفوز بالانتخابات، وعندها سيفقد المجتمع الرياضي ثقته في الرئيس الذي تتأثر قراراته بشكل سلبي بتسديد "فاتورة الانتخابات".
الأيام والأحداث والتعيينات والقرارات ستكشف لنا الحقيقة، وثقتي وأملي كبيران في أن يقود د. عادل عزت اتحاد القدم إلى نقلة نوعية متميزة في كرة القدم السعودية المقبلة في عصر التخصيص الذي يعتمد على الاحترافية والشفافية والثقة بعيداً عن تأثيرات "فاتورة الانتخابات".
تغريدة tweet
بدأت بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي بدأ في أيامه الأولى في تسديد "فاتورة الانتخابات" بطريقة مكشوفة هزّت أركان أمريكا، حيث عيّن صديقه الداعم "ستيف مانن" رئيساً للمستشارين الإستراتيجيين رغم هفواته الإعلامية المتهوّرة، وكذلك عيّن زوج ابنته اليهودي الشاب "جارد كوشنر" كبيراً للمستشارين، وعلى صعيد إيجابي التقى رؤساء الاتحادات العمالية للاستماع إلى مطالبهم كجزء من "فاتورة الانتخابات"، وعلى منصات الشفافية نلتقي.