الاتحاد الخليجي
كنت أول المطالبين بتأسيس اتحاد خليجي لكرة القدم على غرار الاتحادات الإقليمية والقارية، وأسعدني أن الفكرة رأت النور، ثم بدأت العجلة تدور لتسويق البطولات التي ينظمها هذا الاتحاد الوليد، وفرحنا بسماع أرقام فلكية تتجاوز المليار، ولكن الحديث توقّف بشكل يوحي بأن القائمين على الاتحاد كانوا يتبعون سراباً يحسبه الظمآن ماء، ولأنني محب متعصب لدول مجلس التعاون، فإن نجاح هذا الاتحاد يعنيني بالدرجة الأولى؛ ولذلك أفكر معكم بصوت مقروء.
لا بد أن يكون لدى الاتحاد الخليجي منتج متميز يستحق التسويق ويستقطب أكبر الشركات والشبكات التلفزيونية؛ ولذلك تكون البداية بتقسيم البطولات الخليجية إلى منتخبات وأندية، مع ترتيب تلك البطولات من حيث الأهمية، بحيث يكون هناك بطولة واحدة للمنتخبات وأخرى للأندية تستحوذان على 80 % من الاهتمام والتركيز، في حين تنظم بطولات أخرى أقل أهمية ولمختلف الفئات العمرية بما بقي من جهد ومال، وسأتحدث بشكل موجز عن تلك البطولات.
"بطولة المنتخبات" هي تطوير لدورة الخليج الحالية التي يعلم الجميع أن دخول العراق واليمن فيها كان لأسباب سياسية وقتية تغيرت الآن، وستتغير في المستقبل دون شك؛ ولذلك أقترح إعادة صياغة تشكيل الاتحاد بحيث يقتصر على دول مجلس التعاون الست، مع إعطاء الدولة المستضيفة لبطولة خليجي حق استضافة منتخبين حسب ما يحقق مصلحة البطولة، فربما تختار قطر في خليجي23 استضافة اليمن ومصر، ثم تقرر الإمارات استضافة العراق والأردن، وترى السعودية استضافة لبنان وتركيا، فنضمن بطولة أقوى واستقراراً أفضل.
"بطولة الأندية" مع ارتباط الأندية الأقوى بالبطولة الآسيوية والنهضة المتوقعة للاتحاد العربي، فإن الحل الوحيد هو إقامة بطولة سوبر خليجي لأبطال السوبر على طريقة كأس العالم للأندية، بحيث لا يلعب الناديان المنتميان للأعلى تصنيفاً في الفيفا بالجولة الأولى، فبحسب التصنيف الأخير لن يلعب بطلا السوبر السعودي والإماراتي بالجولة الأولى التي سيلعب فيها بطل السوبر القطري مع العماني، وبطل السوبر البحريني مع الكويتي (إذا رفع الحظر عنها)، وبذلك تحتاج بطولة السوبر الخليجي إلى أسبوع واحد لن يربك روزنامة الدوري لدول الخليج.
تغريدة tweet:
برأيي المتواضع أن الأخوة في الاتحاد الخليجي وضعوا العربة أمام الحصان حين بادروا بالتسويق قبل صناعة المنتج، وربما كان من الأفضل أن تبدأ عجلة العمل ببطولات الاتحاد بالطريقة السابقة، ولكن بإشراف الاتحاد الخليجي، ثم يتم وضع تصور كامل لروزنامة البطولات القادمة ويتم تسويقها، فتتولى قطر تنظيم خليجي23 كالمعتاد، على أن يشارك الاتحاد الخليجي بالإشراف والتسويق ثم يتولى قيادة الدفّة بالتدريج ليصنع منتجاً قابلاً للتسويق، وعلى منصات الاتحاد الخليجي نلتقي.