الحكام والتحكيم
أعتقد.. والله أعلم، أن أكبر التحديات التي ستواجه اتحاد كرة القدم حتى نهاية هذا الموسم تتعلق بأداء الحكام ومركز التحكيم الرياضي، حيث سيمثلان أهم وأبرز الملفات الشائكة، وسيقوم المجتمع الرياضي بتقييم الفترة الأولى للاتحاد الجديد من خلال أداء "الحكام والتحكيم".
"لجنة التحكيم" فيما تبقى من الموسم الرياضي ستكون مطالبة بحسن اختيار الحكام وتكليفهم للمباريات الأنسب لهم قدر المستطاع، لأن أخطاء التحكيم تجاوزت كونها "جزءاً من اللعبة" وأصبحت من أهم المحددات لهوية البطل.. بسبب تكاثرها الذي فاق المعدلات الطبيعية، ولذلك رحّب المجتمع الرياضي بقرار زيادة الطواقم التحكيمية الأجنبية من خمسة إلى ثمانية، بل إن البعض طالب بالسماح للأندية بعدد لا نهائي من الطواقم حسب حاجة الفريق وقناعاته.
"لجنة التحكيم" في الموسم المقبل ستكون مسؤولة بالكامل عن نتاج عملها دون عذر استلام الدفة وسط الموسم الرياضي، ولذلك أتمنى من رئيس الاتحاد د.عادل عزت مخاطبة الاتحاد الدولي، ليكون الاتحاد السعودي ضمن الاتحادات التي تجرب استخدام تقنية الفيديو مساعد الحكم VAR، لأن تلك الخطوة ستقضي على غالبية أخطاء الحكام وتبعدهم عن الشبهات.
"مركز التحكيم" ستعرض عليه خلال المدة المتبقية من هذا الموسم العديد من القضايا الصعبة التي يحتاج فيها الفصل بين الأطراف السعودية من اللاعبين والوكلاء والأندية والهيئات وغيرهم، وستكون الأنظار مسلّطة على قرار يتخذه ثلاثة محكمين سيحكمون لصالح طرف ضد آخر، فيرضى الفائز ويغضب الخاسر ومعهما إعلام مندفع بميوله الإقصائية التي قد تقصي الاتحاد عن أهدافه، ولذلك فالمؤتمرات الإعلامية المصاحبة للقرارات تمثل أهم وسائل الإقناع بسلامة القرار وعدالته، ورغم استقلالية المركز عن الاتحاد.. إلا أن المتلقي البسيط سيتصوّر أنه امتداد للجنة الانضباط، ما لم يتم التأكيد على الاستقلالية الكاملة لمركز التحكيم الرياضي، الذي أتمنى أن يواصل تثقيفنا بدوره ومهامه وأنظمته ومحكميه وكيفية إدارته للقضايا الشائكة التي تعرض عليه، وإلا سيحكم على اتحاد القدم بعمل "الحكام والتحكيم".
تغريدة tweet:
يبذل الاتحاد بقيادة عزت والمسحل والبطي وبقية الأعضاء، جهوداً حثيثة لتحديث أنظمة الاتحاد ومنظومة كرة القدم، ولعلي أقترح الاستعانة بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الذي يتمتع بعلاقات مميزة مع الاتحادين الدولي والأوروبي، لتعويض تناقص أعداد ممثلينا الخارجيين، بحيث يتم استثمار نائب الرئيس المعروف آسيوياً "ياسر المسحل" لمد جسور تواصل يتم من خلالها استقطاب بعض الكوادر الآسيوية والأوروبية والدولية للعمل بالاتحاد، ونقل المعرفة والاستفادة ممن سبقونا في مجال تنظيم كرة القدم، وتحويلها إلى صناعة ناجحة تتناسب مع رؤية 2030 وتتزامن مع عصر التخصيص.. وعلى منصات استشراف المستقبل نلتقي.