أخلاقيات حيوانيّة!
ـ صوت:
تغريدة لأحمد أبو دهمان:
"متابعة عالم الحيوان أكثر متعةً من متابعة عالم الإنسان"!.
ـ صدى:
الذين قرؤوا رواية "رمز الذئب" ليانغ رونغ، سعدوا بثلاث مفاجآت على الأقل: رواية مُشوِّقة، وبضاعة صينيّة مُتفوِّقة غير قابلة للكسر، مع أنها تحيل قارئها إلى طفل يلعب ويمرح ويندهش!، والمفاجأة الثالثة: الاقتراب أكثر من أي وقت مضى إلى عالم الذئاب، ليس الاقتراب فقط، لكن الدخول فيه أيضاً!.
وأكثر ما يميّز عالم الذئاب: الكبرياء والتعاون!.
قادة القطيع أو الذئاب الأكبر سِنّاً، تضع علامات أنيابها على اللحم المُسمّم، لتضمن أن تأكل الإناث والصغار فقط خارج المنطقة المُسَمّمة!.
يظن البعض، ومعهم جزء من الحق، أن هذا عمل روائيّ، لا يخضع لصرامة البحث العلمي، فلا يمكن اللجوء إليه بغير عاطفة، لكنّ كتاباً آخر، له طبيعة بحثية ومنهج علمي، يقول أكثر بكثير من هذه الرواية المدهشة، ولا يخص الذئاب فقط، بل عالم الحيوان كله تقريباً، وإن كان يُعطي للذئاب هو الآخر مساحةً كشفية وبحثيةً لائقة، اسم الكتاب: "العدالة في عالم الحيوان: الحياة الأخلاقيّة للحيوانات" لمارك بيكوف وجيسيكا بيرس، وفيه ستقرأ عجائب عن الحيوانات، ولسوف تُغيِّر، أو تطوّر، كثيراً من آرائك في كثير من الحيوانات، خاصة تلك التي كنت تحمل لها مشاعر سلبيّةً، مثل الغربان والجرذان والضباع!.
وستعرف أنه ما دامت هناك كائنات حيّة فإنه لا سبيل لبقائها حيّةً دون تعاونٍ وانسجامٍ وتكيّف، ثلاثة أمور بدأت تتسرّب من يدي الإنسانيّة!، مشكلة الإنسان أنه يظن بوجود مثل هذه الأمور، وغيرها من الطّيبات، في فطرته، وأظن أن هذا صحيح، الخطأ يكمن في اعتقادنا ببقاء ما هو في الفطرة حيّاً وقائماً وغير قابل للزّوال أو التشويه والانحراف والتّبدّلات!، وأنه حتى فيما لو هجرنا فطرتنا، ومهما طال الهجران، فإنه يمكن لنا بضغطة زر، على كيبورد الوجدان، العودة إليها، وإلينا!.
نرجع إلى كتاب العدالة في عالم الحيوان، يا للأسف، المساحة اقتربت من الامتلاء، ألم أقل لكم أن الظن بإمكانيّة الرجوع لما نحسبه بين أيدينا، مسألة محفوفة بالمخاطر وليست مضمونة؟!.
ويظل من حُسن حظ الإنسانيّة، أن هناك فجرًا جديدًا وشمسًا عائدة كل 24 ساعة، تمكِّن الناس من التتمّة أو البدء من جديد، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فإن أحيانا الله أكملنا غداً أو في يوم آخر، الكتاب جميل ومُشبع، ما أحلى القراءة وما أطيب الكتب يا ناس!.