الشِّيلات زُهْد صحراوي!
"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!، كتابنا اليوم هو "أسرار الموسيقى" لعلي الشوك:
- تأمّل الآن وانقد لاحقاً:
.. ويفكّر في الحفلات الموسيقيّة في الهند، حيث يدخل الناس ويخرجون بينما تستمر الموسيقى، وحيث يُمنع النّقّاد من الحضور، إلّا إذا قرّروا أن يَنسوا العالَم ويُمارسوا حالة التّأمّل!.
- عذابات مُسْتَعْذَبَة:
.. الموسيقى قد لا تجترحُ الكآبَةَ بقدْر ما تجعل الكآبَة مهضومةً أو مُسْتَعْذَبَة!.
- الموسيقى سيّدة الفنون:
.. تفوّق الموسيقى على الأدب، والدّراما، والرسم، والشعر، ناجِمٌ عن "لا قَيْدِيَّتها"!، وعن استجابتها المُباشِرة إلى البديهة أو اللّاوَعْي، هذا لأن من أعظم مزايا الموسيقى، أنها تستطيع التعبير عن أيّ شيء وكل شيء في شفرةٍ يفهمها القلبُ دون تدخّل من الذهن الواعي!.
- الهواية شيء والموهبة شيء آخر:
.. قد لا يجتمع الوَلَعُ بالموسيقى مع الموهبة، فالعديد ممّن تعني الموسيقى كثيراً بالنسبة لهم، يُحاولون أن يكونوا مؤلِّفين موسيقيّين أو عازفين، لكن بغير طائل!.
-حول "المعنى" في الموسيقى:
.. الموسيقي الأمريكي آرون كوبلاند: هل يوجد معنى في الموسيقى؟، إجابتي... "نعم". وهل تستطيع بما شِئتَ من كلمات أن توضّح ما هو هذا المعنى؟، إجابتي... "لا"!.
- الموسيقى طفوليّة بطبيعتها: جاء التكرار أولاً من مُزاوجة النّغمات، ثم من المُقابَلَة بين النّغمات، وأخيراً من ترتيبها في سلاسل، تمّ هذا على غرار اللغة، حيث نجد الأطفال يميلون إلى مُرَكَّبات صوتيّة مثل: "بابا، ماما، تام تام"، ثم أنّ أحد هذين المقطعين يصبح قويّاً والآخر ضعيفاً!.
- أقدم ذِكْر للرَّبَابَة:
.. جاء في مُعجَم Grive للآلات الموسيقيّة، أن أقدم ذِكْر لها ورد عند الجاحظ، وابن خرداذبة، والفارابي، وكان هذا الأخير أوّل من ذكرها عند الحديث عن الآلات التي تُعزَف بقوس!.
- أُنوثة:
.. والكَمَان هي إحدى أكثر الآلات كمالاً، بقوامها الأنثويّ الجَذَّاب!.
- معنى كلمة "بيانو":
.. كلمة "بيانو" هي اختصار للكلمة المُركّبة "piano forte" الإيطالية، وهذه الأخيرة مؤلّفة من المقطعين "piano" ويعني: ناعم، هادئ، و"forte": قويّ!.
- صوت صمت الموسيقى:
.. وفي البيانو يلعب الصمت دوراً مهمّاً وحسّاساً أيضاً، فإذا كانت المُعجزة الكبرى للبيانو تكمن في صوته، فإن المعجزة الكبرى الأخرى فيه هي في صمته!، فكلّ نغمةٍ تُجْتَرَح إنما تأتي بعد تأمّلٍ يُراعَى فيه عنصر الصمت أيضاً!.
- تغلغل في الأعماق:
.. بلزاك: الموسيقى وحدها لها القدرة على أن تتغلغل في أعماقنا، أمّا بقيّة الفنون فلا تُقدّم لنا سوى مَسَرّات عابِرة!.
- الشِّيلات زُهْد صحراوي أيضاً!:
.. إن إفراغ الموسيقى من إنجازات باخ، وموتسارت، وبيتهوفن، وفاغنر، وفيردي، وديبوسي، الخ، الخ،...، هو ضرب من الزُّهد الصحراوي!.
- عيون النغمة والإيقاع:
.. النَّغَمَة تنظر إلينا!، كما يقول أوسكار بي، وكذلك الإيقاع: إنه نبض المُطلَق!.
- لماذا يُسعدنا الحزن الفنّي؟!:
.. كندل والتون يُقدِّم تفسيراً لذلك: عندما نشعر بأننا نحزن بواسطة الموسيقى، فإننا لا نحزن في واقع الحال، بل نشعر بأننا نحزن!، ويميّز هوسبرز بين الحزن الموسيقي والحزن الحقيقي: إن الاستجابة العاطفيّة للموسيقى الحزينة ليست حزناً حقيقيّاً، بل حزناً موسيقيّاً!.
- سيادة:
.. الفنّان الذي لديه شيء ما، ويريد التعبير عنه بلغتِهِ، كلاماً كان ذلك أم موسيقى، يجب أن يكون سيّد تلك اللغة، وليس عبدها!.