غلطة بـ20 مليوناً
أبدأ بالإشادة بالخطوات التصحيحية التي بدأها الاتحاد السعودي لكرة القدم لرسم خارطة الطريق نحو مستقبل أفضل بإذن الله، فتجديد هوية الاتحاد خطوة مهمة طال انتظارها وتحويل العمل في منظومة كرة القدم إلى Paperless Organization واعتماد مبدأ الحكومة الإلكترونية مع تنظيم مالي وإداري سيغير مفهوم الإدارة الرياضية للاتحاد والأندية.
هذه المقدمة لتأكيد أننا نقف قلباً وقالباً مع الاتحاد الجديد ونشيد بالإيجابيات قبل التنبيه للسلبيات التي نتمنى أن يتم تلافيها بعد مناقشتها مع المختصين لضمان الوصول للأهداف المرسومة، ولذلك سأتحدث عن قرار المديونيات المسموحة للأندية السعودية والذي منح الأندية من المركز الأول للخامس حق العجز بأربعين مليون ريال والأندية من السادس للعاشر نصف ذلك العجز ومن الحادي عشر للرابع عشر عشرة ملايين، وهنا أعجب وأتعجّب!
ما العلاقة بين المستوى الفني والمركز المالي؟ وهل هناك اتحاد في العالم يطبق هذا المبدأ؟ والإجابة على السؤالين بسيطة فلا يوجد رابط بين مركز الفريق في جدول الترتيب ومركزه المالي المبني على المصروفات والإيرادات، كما أنني لا أعرف اتحاداً واحداً يستخدم هذا المعيار العجيب، بل إن الجميع يعلم أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قد أطلق قبل سنوات نظام "العدالة المالية Financial Fare Play" الذي يربط بين الأمور المالية فقط دون اختراعات، فأتذكر المثل الذي يقول: "ليس عليك إعادة اختراع العجلة"، فالنظام الأوروبي يسمح لأي نادٍ بالصرف بزيادة 15% عن إيراداته، وتمنيت أن الاتحاد السعودي قام بتطبيق المبدأ نفسه مع إمكانية تغيير النسبة إن كان لذلك ما يبرره بسبب الفوارق المالية للأندية السعودية.
أما ربط الفوارق المالية بمراكز الترتيب على موسم أو عدة مواسم فهو أمر لم يأت به أحد من الأولين ولن يطبقه أحد من الآخرين غيرنا ويستحيل أننا على صواب، ولعل أصدق الأمثلة على ذلك أن نادي النصر الجماهيري الكبير بإيراداته ونجومه وتعاقداته كان يحتل المركز الثامن بالموسم الماضي وينافس على الصدارة هذا الموسم بنفس الإدارة والسياسة المالية ومعدلات الصرف، فكيف نبرر فارق العشرين مليوناً للنادي نفسه في موسمين مختلفين؟.
تغريدة tweet
احتساب المراكز لعدة مواسم لن يغير حقيقتين ثابتتين، الأولى عدم وجود علاقة منطقية تربط مركز النادي المالي ومركزه بسلم الترتيب، والثانية أن الفارق بين المركز الخامس والسادس ربما يكون نقطة واحدة أو هدفاً واحداً سواء كان ذلك على أساس موسم واحد أو ثلاثة مواسم، ولكم أن تتخيلوا أن يكون الفارق بسبب خطأ تحكيمي يكلف النادي عشرين مليون ريال، وعلى منصات المنطق نلتقي.