انتباه.. الكلاسيكو قادم؟!
"الكلاسيكو".. كلمة شائعة في عالم كرة القدم دولياً أو حتى محلياً.. إلا أن استخدامها على المستويين الإعلامي والجماهيري وتوظيفها كوصف لمباراة ما، أصبح في أحيان كثيرة بعيدًا كل البعد عن المعنى الحقيقي لها، خاصة في وسطنا الرياضي المحلي الذي امتلأ بالمتناقضات، وتغلف بتغييب الحقائق والأرقام.. وأيا كان الخطأ في تعريف "الكلاسيكو"، سواء بشكل متعمد أو بالخطأ، فإن علينا أن ننتشل هذه المفردة من الاستخدام الخاطئ لها، حتى لا تفقد قيمتها كغيرها من الألقاب التي بات استخدامها إعلامياً وجماهيرياً يتم بشكل عشوائي.. في وقت نعاني فيه من التوثيق الرقمي والتوثيق النصي على حدٍ سواء!!.
لن تخسر وقتاً طويلاً في البحث عن معنى كلمة "الكلاسيكو".. وستجد أنها تعني ذلك اللقب الذي يطلق على المباراة التي تجمع بين أبرز فريقين في الدوري منذ القدم، وتحمل تاريخاً خاصاً وطابعاً يميزها عن باقي المباريات.. وعطفاً على هذا التعريف، فإن لقاء الكلاسيكو السعودي هو ماركة حصرية لكبيرين: الهلال والاتحاد.. وإن كان هناك من يستخدم العبارة في غير موضعها فإنه لن يغير من الواقع.
ومع هذا الكلاسيكو يحلو الكلام.. عنه وفيه ومنه.. ساعات قليلة تفصلنا عن كلاسيكو الكرة السعودية.. ساعات قليلة ينتظرها عشاق كرة القدم عربياً وخليجياً باختلاف ميولهم وانتماءاتهم.. ساعات قليلة تفصل كرة القدم السعودية عن الوجبة الكروية كاملة الدسم.
لن أكون أوفر حظاً مما سبقني في وصف زعيم الكرة السعودية أو عميدها.. ولن أكون أكثر لباقة ممن حاولوا قبلي في سرد المفردات تمجيداً في حق العملاقين الاتحاد والهلال.. لكن حضور الكلاسيكو أجبرني على ذلك.. محاولاً أن أصل إلى أقل درجات الوفاء تجاه أيقونتين رياضيتين وطنيتين فاقتا البقية كمًّا وكيفًا.
في زمن ليس بالبعيد.. كان عشاق الفريقين من جماهير وإعلام، بل حتى مسؤولي الناديين يرددون تلك العبارة الشهيرة "إتي وهلالي واحد".. وهي العبارة التي عاشت زمناً طويلاً قبل أن يمر على الوسط الرياضي السعودي بعض المحسوبين عليه، والذين ساهموا في تشويه الكثير من جمال رياضتنا.. فكانت تلك العبارة ضحية لسلبياتهم.. وما أكثرها!!.
وعلى ذكر الشعبية والحضور الجماهيري.. فإن المتابع للحضور الجماهيري للأزرق في عروس البحر، يخيل إليه أن الهلال تأسس في باب شريف.. ومن شاهد حشود عشاق الإتي في العاصمة، سيعتقد أن هذا التسعيني قد ولد وترعرع في شارع العطايف!! أما خارج المدينتين فما عليك سوى مشاهدة قوافل العشاق وهي تنتظرهما في صالات المطارات.. ومقرات السكن.. ناهيك عن مقاعد الجماهير في كل مدينة في هذا الوطن الكبير مترامي الأطراف.
قد يقول قائل.. متى؟ وكيف؟ ولماذا؟ ذهبت أحقية الهلال والاتحاد بمفردة "الكلاسيكو"..
يا سيدي العزيز.. تاريخهم قال ذلك.. شعبيتهم فرضت ذلك.. بطولاتهم أثبتت ذلك.. نجومهم أجبرونا على ذلك.. حتى إن أكبر قارات العالم احتفظت لهم بذلك.. اسألوا آسيا الصفراء المحاطة بزرقة المحيطات.. وستجيبكم ملاعبها وميادينها وسجل بطولاتها.. أما من يشكك في أحقية العملاقين بذلك، فهو إما جاهل في تاريخ كرة القدم.. أو رافض للاعتراف بالواقع المثبت بالأرقام!!.
ومن الأهمية بمكان، أن أشير إلى أن كل ما سبق ذكره لا يلغي أبدًا القيمة والقامة التي نحترمها ونقدرها لمختلف أندية الوطن بلا استثناء.. ولن أستطيع أنا أو غيري طمس ما تملكه تلك الأندية من بطولات أو جماهيرية أو نجوم.. ولكن.. عند الكلاسيكو.. لا يحلو الكلام إلا عن الاتحاد والهلال فقط.
كل الأمنيات أن نستمتع بكلاسيكو عالي الجودة.. فذائقتنا الكروية تريد أن تتلذذ بمباراة كاملة الدسم..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.