2017-05-04 | 03:18 مقالات

محمد بن سلمان: الوجه والوجهة!

مشاركة الخبر      

ـ لا أعرف إن كانت الطلاقة التي يتحدث بها محمد بن سلمان مدروسة أم فطرية، أم خليطًا عجيبًا من الفطرة والدراسة وبينهما، الأكيد أننا نستمع إلى رجل مليء بالثقة والحيويّة، لدرجة أنه قادر على نقل هذه الثقة وهذه الحيويّة إلينا، فضلاً عن كميّة من الوعي القادر على اقتناص المفردة المناسبة في وقتها ولحظتها، وزخم ثقافي يُعفي الكلمات من التصنّع والكُلْفة، ويمنحها بساطة لا تقلل من طاقتها ونشاطها شيئاً.

ـ لغة محمد بن سلمان تقبض على حلمها وطموحاتها بصلابة وحسم، ليس هناك ما ينعس وما يتثاءب، والانطلاق دائماً من المعلومات والإحصاءات الرقميّة الموثوقة إلى التحليل وبناء الصورة، صفة غالبة على كل إجاباته تقريباً، مع خفّة ظل تشعر أحياناً أن الرجل يتعمّد حبسها قدر الإمكان؛ حفاظاً على جدّيّة الطّرح، لكنها تبرق هنا وهناك، مرّةً في كلمة ومرّتين في نظرةٍ أو ابتسامة!، كاشفةً عن مرحٍ وتواضع مُحبّبين.

ـ النظرة جزء أصيل من حوار المشافهة، خاصةً لدى السياسيين، تقرأ فيها مدى الولع بالحلم، ومدى المصداقيّة في القول، والثقة في النفس، وما تقرؤه يُكتبُ فيك!.

ـ قائد حزب العمّال البريطاني نيل كينوك، لجأ إلى ارتداء النظارات عام 1992!، بينما لجأت المرأة الحديديّة مارجريت تاتشر إلى ارتداء ملابس زرقاء داكنة لتبيان السيطرة!.

ما رأيناه، ونراه كل مرّة، في شخص محمد بن سلمان، هو عدم الحاجة أبداً إلى التصنّع الشكلي، حين يتحدث لا حاجة له حتى بالبِشت، أو تصوير تلفزيوني متكلّف الرزانة، لدى الرجل من الطاقة ما يشرح الصدر، وأظنه يعرف هذا الأمر فيه، ويبذله لنا بمحبّة تدعو إلى المصاحبة والمشاركة برحابة آمنة وأمينة؛ الأمر الذي يزيد دائماً من تشوّقنا لحواراته وأحاديثه العلنيّة.

ـ هذا الوجه هو ذاته الوجهة التي تبعث بسعوديّة جديدة، حاسمة دون قلق، ومطمئنّة دون نُعاس، ومرحة دون هدر، وحرّة دون تسيّب، أكثر من أي وقت مضى.