2017-05-10 | 02:45 مقالات

دروس الوفاء

مشاركة الخبر      

أجمل ما في الرياضة أخلاقياتها التي تسمو بالإنسان فتسمو معه الرياضة التي نحبها، ولذلك أفكر جاداً في تأليف كتاب عن أخلاقيات الرياضة والدروس المستفادة منها، لكي نظهر للعالم الوجه الجميل من اللعبة الجميلة، واليوم هزني بقوة موقف الشيخ سلمان آل الخليفة رئيس الاتحاد الآسيوي وهو يختار منافسه بالأمس على ذات الكرسي "يوسف السركال" ويتوجه بأهم جائزة آسيوية تمنح كل عام لأكثر الشخصيات الرياضية خدمة للرياضة وتسمى "الألماسة الآسيوية".

 

أي سمو في الأخلاق يا سمو الشيخ سلمان؟ وأي درس تعلمه لنا في أدبيات الوفاء الرياضي الذي نحتاجه للرقي برياضتنا المليئة بالشحناء والإثارة السلبية؟ ولعلي أفشي سراً للمرة الأولى حين أقول إن من أجمل المواقف التي رأيتها في حياتي حين كنت يوماً في الدوحة وقررت أن أزور – كعادتي – رئيسي السابق بالاتحاد الآسيوي "محمد بن همام" صاحب البصمات الواضحة على كرة القدم الآسيوية، فوجدت الشيخ سلمان عنده فدمعت عيناي فرحاً وفخراً بالقائدين المميزين، وقلت حينها للزميل "ياسر المسحل" ليت قومي يعلمون ويتعلمون.

 

الرياضة في كل مكان بحاجة لقادة من نوعية الشيخ سلمان الذي يسمو بأخلاقه عن تبعات المنافسة والمواقف الشخصية التي تنتهي ويبقى الوفاء سمة الأوفياء، وفي منح العزيز "يوسف السركال" جائزة الألماسة الآسيوية دروساً لا يكفي لذكرها المقال، ولكنني أكتفي بالقول إن رئيس الاتحاد الآسيوي منح الجائزة لمن يستحقها لتفخر به الجائزة ويفخر بها، فالسركال أحد أعمدة التأسيس بالاتحاد الآسيوي على مرّ عقود نافس فيها على المكتب التنفيذي بفيفا ورأس لجان الإعلام والفنية والمسابقات والحكام وجلس على مقعد نائب الرئيس ردحاً من الزمن، كان طوال تلك السنين مثال العضو الفاعل الهادف لتحقيق المصلحة العامة فاستحق الوفاء.

 

دخل السركال منافساً قوياً للشيخ سلمان على رئاسة الاتحاد الآسيوي، وانتهت المنافسة بفوز صريح لصديق الجميع "أبو عيسى" الذي واصل رحلته في توحيد آسيا التي فرقتها الصراعات، فنجح بشهادة البعيد والقريب في إذابة جليد الخلافات ومدّ جسور التواصل مع الجميع، ونجح في مهمته المستحيلة ماداً يده بوفاء لكل الأوفياء فقدم لنا دروساً في الوفاء.

 

تغريدة ‪tweet‬:

 

في بلادي الحبيبة، نحتاج من منظومتنا الرياضية أن تتعلم الوفاء مع الجميع، فالإقصاء والتجاهل لا يخلق سوى المزيد من الجفاء والمشاكل، ومن يجلسون على كراسي المسؤولية والقرار اليوم سيقومون عنها غداً، فإما أن يحفظ لهم التاريخ أنهم كانوا رموزاً للوفاء أو يسجلهم التاريخ مع الراحلين غير المأسوف عليهم، والقرار متروك لأصحاب القرار وأملي فيهم إحياء ثقافة الوفاء.. وعلى منصات الوفاء نلتقي.