ما لن يصل إليه الفن أبداً.. أبداً!
ـ الحبيبات في القصيدة وفي السينما يكُنّ أجمل عادةً من الحبيبات في الواقع درجتين أو ثلاث على الأقل، وتسع درجات ودرجة على المُعْتاد!،.
ـ البطل في السينما يكون أكثر وسامة بعشرين درجة، والعاشق في القصيدة يكون أرقّ وأيسر جانباً منه في الواقع والحياة المُعاشَة بمراحل!،..
ـ لكن هل رأينا، أو قرأنا، في مشهد سينمائي، أو في أبيات شعر، أو في رواية، أو في لوحة رسم، أو أي عمل فنّي آخر، أُمّاً أطيب من الأُمّ في الواقع؟!،.
هذا ما يعجز عنه الفن!، وهذا ما تتباهى به الحقيقة!، هنا يتوقّف الفن، حانياً ظهره باعتراف خيبة المجاز، وعدم قدرة الاستعارات على المُطاوَعَة!،..
ـ الخيالات كلّها عند عتبة الباب، حين يتعلّق الأمر بالأمّهات دفئاً وعطراً وحضناً ومشاعر ومحبة!،.
ـ كلّما حضَرَت الأُمّ في عملٍ فنّي، تحوّل الأمر لدى المتلقّي إلى مسألة شخصية، لا يقرأ سوى حنانها، لا يشرب سوى حليبها وقهوتها، لا يأكل سوى خبزها، لا يشم غير زكِيّ رائحتها، لا يرى غير ملامحها، يشكر العمل الفني لأنه أرجعها إليه وأرجعه لها، لا سبيل لشكر أعظم من ذلك، فحين يتعلّق الأمر بالأمّهات، حسب الفنون أنْ تكون درباً لا قلباً!،..
ـ كل شيء يمكنه أن يُلهم الفن، وما أن يُلهَم الفن حتى يلتهم!،.
ـ العمل الفنّي يعلو فوق كل أسبابه ومبرراته، يعلو فوق مواضيعه كلها، كل عمل فنّي لا يعلو فوق موضوعه هو عمل مدرسي تعليمي أو تأريخي أو أي شيء آخر غير أنه ليس عملاً فنيّاً، أو لنقل أنه ليس عملاً فنيّاً موثوق بأصالته، أو غير مجروح في كرامته الفنيّة جراحاً مُعِيبَة، أمر كشفها يسير وسهل!،.
ـ قَدِرَت الفنون على مواجهة الحياة والموت معاً، تحدّت صعاباً كثيرة وتجاوزتها بنجاح وتفوّق، الاستثناء الوحيد كان الأُمّ!،..
ـ إذا كان للفن بمجازاته وإنجازاته حَدّاً، إذا كان للفن بما قدّم وبما يطمح إليه نهايةً، فالأمّهات فقط من يُشكِّلنَ هذه النهايات وتلك الحدود!، وهذا من حسن حظّ الفنون، يمكنها التمدّد والتجدّد وضخّ الحيوية والجَمال لعشرة ملايين سنة مقبلة، تلتقط بعدها أنفاسها، لتعبر عشرة ملايين سنة أخرى من جديد، دون خوف على أرزاقها من الخيال والاستعارة!،..
ـ الأُمّ: نبدأُ منها ثم لا نصل إليها أبداً!.
ـ من حسن حظ الفنون والآداب والمشاعر أن نهاية مطافاتها عند أحذية الأمّهات، هذا يعني أن مطافاتها بلا نهايات، النفخ في الصور وقيام القيامة أقرب لها من هذا!.