القراءة رياضة: هيّا بنا نلعب!
ـ اسم جريدتنا "الرياضيّة"، والكتَاب يقرأ من عنوانه، تتحدث عن الرياضة وتستقطب محبّي الرياضة أولًا، والرياضة عندنا هي كرة القدم، وألعاب أخرى نتباهى متى ما فزنا بها، ولا نهتم لشأنها، متى ما وقفت منتخبات دول أخرى على منصات التتويج بها!.
ـ القراءة رياضة أيضًا، وهي لحسن الحظ رياضة تُدخِل محبّها ومشجعها ومريدها في الممارسة تلقائيًّا!،.
ـ العقل السليم في الجسم السليم، لافتة مُشجِّعة، لكنها ليست صحيحة تمامًا!، العبارة التي تتحدث عن السّليم السّويّ المُعافَى، سليمة وسويّة ومعافاة، لكنها ناقصة وقاصرة؛ فالعقل بحاجة إلى أفكار متدفّقة وحيويّة، وخيالات مَرِنة ومتجدّدة، فإن لم يتمتّع بمثل هذه المزايا والصفات، فإنه ليس سليمًا.
ـ والمُفارَقة الراعبة، أن الجسد حين يكون عليلًا، فإن الناس تسلم من صاحبه، بينما حين يكون العقل هو العليل، فإنه لا يمكن للناس السلامة منه!.
ـ ولكم أن تتخيلوا جسدًا قويًّا مُعافى بعقل ضعيف مُعتَلّ، وماذا يمكن لمن يجتمعان فيه أن يفعل بمن حوله؟!.
أعتذر عن الشطحة، لكني تذكّرت مشهدًا لمحمد إمام في فيلم "جحيم في الهند"، وهو يواجه مثل هذه الشخصيّة: "اللي زي دا يا دينا.. ما بنضربوش.. بنشتمه ونجري"!.
ـ نرجع لموضوعنا: القراءة رياضة رائعة، وهي حين تُصاحب رياضة الجسد، يصير الأمر أروع وأبدع، وقد سبق لي أن قلت رأيي: القراءة موهبة؛ ولذلك فهي ليست للجميع!، وهذه فرصة لتوضيح هذا الرأي أكثر: الرياضة أيضًا بصفتها فنًّا تتطلّب الموهبة، وهي من هذه الزاوية ليست للجميع أيضًا!، لكن هذا لا يعني أنها ليست للجميع، بحكم أنها نشاط ممتع ومفيد وصحّي، القراءة من هذه الزاوية، لها ذات الرحابة والاتساع والقدرة على استيعاب الجميع!.
ـ عدد كبير حتى ممن لا يمارسون الرياضة، يتابعونها!، وحتى في هذه المتابعة تُوجد إيجابيّات يُمكن تسجيلها، أهمها: إراحة العقل وترك المجال للعاطفة ساعة ونصف، مرّةً كل أسبوع على الأقل!.
ـ تقريبًا، لا يُوجد مشجّع كروي لا يجد مجالًا ووقتًا لمتابعة مباراة واحدة في الأسبوع تخص فريقه المفضّل، فلنفكِّر بالأمر على النحو التالي: ليس كل أيام الأسبوع مباريات، تخيّل أنك على موعد مع مباراة، وفي هذا الوقت اقرأ!، العب مباراتك!.
ـ يمكنك في البداية، تقسيم وقت مباراة واحدة على ثلاثة أيام في الأسبوع، نصف ساعة فقط يوميًّا، فإن أعجبك اللعب، فلا بأس من مباراة أخرى، في هذه الحالة ستلعب، وتتمرّن فكريًّا، طيلة الأسبوع تقريبًا!.
ـ ابدأ موسمك الآن، بعد ساعة، اليوم، وفي نهاية الموسم، ستكتشف بإذن الله، أنك فزتَ بك!.
ـ أظن أن عائقًا وهميًّا، يقف حجر عثرة في وجه عدد كبير ممن يريدون البدء في القراءة، يتمثل في إحساسهم بصعوبة اللحاق بركب القراء المُعتّقين، يقول راغب القراءة في أي فن ومجال: "أودُّ.. أرغب.. أتمنّى.. لكن يبدو أن الوقت فات، ولن أقدر على احتواء كل ما كُتب في المجال الذي أريد الإحاطة به"!.
بسهولة نشّ ذبابة عن أنف، يمكن لك طرد هذا الوهم!، ليس لأنك ستُحيط بمجالٍ من المجالات أو بفنٍّ من الفنون، ولكن لأن هذا القلق، لا يكون في أعلى حالاته إلا عند القُرّاء الكِبار والمُعتّقين حقًّا، إنهم يشتكون شكواك ذاتها، لكن القراءة جعلت منهم شكّائين رائعين، يتعاملون مع كل قلق وحيرة وشكوى بمرح وخفّة ظل وحيويّة!، ولتطمئن، فإن موسمًا قرائيًّا واحدًا يكفي لأن تكون منهم، فقط جرّب!.