2017-06-02 | 04:05 مقالات

تواقيع الجاحظ!

مشاركة الخبر      

"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!، كتابنا اليوم هو "البيان والتّبيان" للجاحظ:

 

ـ المُشافهة والكتابة:

.. وقالوا: اللسان مقصورٌ على القريب الحاضر، والقلمُ مُطلقٌ في الشاهد والغائب،.. والكتاب يُقرأُ بكل مكانٍ، ويُدرس في كل زمانٍ، واللسان لا يعدو سامِعَهُ، ولا يتجاوزه إلى غيره!.

 

ـ موعظة بلا لسان:

قال خطيب من الخطباء، حين قام على سرير الإسكندر، وهو ميّت: الإسكندر كان أمس أنطقُ منه اليومَ، وهو اليوم أوعظُ منه أمس!

 

ـ الفاروق:

ذكر المغيرة بن شعبة، عمر بن الخطاب رحمه الله، فقال: كان والله أفضلَ من أن يَخْدَع، وأعقلَ من أن يُخْدَع!.

 

ـ الدعشنة أنواع:

.. ومن المجانين: ابن ضَحيانَ الأزديّ، وكان يقرأ: قل يا أيها "الكافرين"!، فقيل له في ذلك، فقال: قد عرفتُ القراءة في ذلك، ولكنّي لا أُجِلُّ أمر الكُفّار!.

 

ـ الفن حيث الجود من اللاموجود:

.. لأنّ الشيء من غير معدنه أغرب، وكلّما كان أغرب كان أبعد في الوهم، وكلّما كان أبعد في الوهم كان أطرف، وكلّما كان أطرف كان أعجب، وكلّما كان أعجب كان أبدع!.

 

ـ البغض أعمى أيضًا:

.. فإذا كان الحب يُعمي عن المساوئ، فالبغض أيضًا يُعمي عن المحاسِن!.

 

ـ توقيع:

إن استطعتم أن يكون كلامكم كلّه مثل التوقيع فافعلوا!.

 

ـ حليب الطمع:

ما أشدَّ فِطام الكبير!.

 

ـ من الدُّريهم إلى الدِّيَة:

قال رجلٌ لرجلٍ: هَبْ لي دُرَيْهِمًا!، قال: أتصغِّره، لقد صغّرتَ عظيمًا!، الدِّرهمُ عُشْر العَشَرة، والعَشَرة عُشر المئة، والمئة عُشر الألف، والأَلْف عُشْر الدِّيَة!.

 

ـ صعوبة المُثنّى:

وقدَّم رجلٌ من النحويين رجلًا إلى السلطان في دَيْنٍ له عليه، فقال: أصلح الله الأمير، لي عليهِ درهمان. فقال خصمه: لا والله أيها الأمير، إنْ هي إلّا ثلاثة دراهم، ولكن لظهور الإعراب تركَ من حقّهِ درهمًا!.

 

ـ حلم وعلم:

.. وقال يحيى بن أكثم: سياسة القضاء أشدُّ من القضاء!. وقال: إنّ من إهانة العِلم أن تُجاريَ فيه كلّ من جاراك!.

 

ـ حقيقة شواردها:

قال الفرزدق: أنا عند الناس أشعرُ العرب، ولربّما كان نزع ضِرَسٍ أيْسَر عليَّ من أن أقول بيت شعر!.

 

ـ لياقة ذهنيّة:

مَن لم يَنْشَط لحديثك، فارفَعْ عنه مؤونة الاستماع منك!.

 

ـ اللهم آمين:

قال أعرابيّ: اللهم إنك أمرتنا أن نعفوَ عمَّن ظلَمَنا، وقد ظلمْنا أنفسنا فاعفُ عنّا!.