أرجِع البداوة.. وخذ الطبيب!
"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!، كتابنا اليوم هو "مقدّمة ابن خلدون" للعلّامة عبدالرحمن بن محمد بن خلدون، والمقتطفات من نسخة دار الحرم للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى:
ـ أمّا إلى وطنك وعنده فتعصّب:
.. العصبيّة، وأنّها هي التي تكون بها المُدَافَعة والمقاوَمة والحِماية والمُطالَبَة، وأنّ من فقدها عجز عن جميع ذلك!
ـ الخير فِطْرة:
.. وكان الإنسان أقرب إلى خِلال الخير من خِلال الشّر بأصل فِطْرته وقوّته الناطقة العاقلة، لأنّ الشَّر إنما جاءه من قِبَلِ القوى الحيوانيّة التي فيه!، وأمّا من حيث هو إنسان فهو إلى الخير وخِلالِهِ أقرب!.
ـ رسالة من ابن خلدون إلى الوزير أحمد العيسى:
إعلم أنّه ممّا أضرّ بالنّاس في تحصيل العلم والوقوف على غاياته: كثرة التآليف واختلاف الاصطلاحات في التعليم!.
ـ رأي ابن خلدون في كتاب الأغاني:
لَعَمْرِي أنّه ديوان العرب، وجامع أشتات المحاسِن التي سَلَفَتْ لهم، في كل فنٍّ من فنون الشعر والتاريخ والغناء، وسائر الأحوال، ولا يَعْدل به كتاب في ذلك فيما نعلمه!.
ـ لذّة المَجَاز:
.. لأنّ التركيب يدلّ بالوضع على معنى، ثم ينتقل الذّهن إلى لازمةٍ أو ملزومةٍ أو شُبهة، فيكون فيها مَجَازاً، إمّا باستعارةٍ أو كنايةٍ،..، ويحصل للفكر بذلك الانتقال لَذَّة كما تحصل من الإفادَةِ وأشَدّ!، لأن في جميعها ظَفَراً بالمدلول من دليله، والظَّفَرُ من أسباب اللّذّة!.
ـ أثر الهواء في الأهواء:
.. وكذلك نجد المُتنعّمين بالحمّامات إذا تنفّسوا في هوائها، واتّصلت حرارة الهواء في أرواحهم فتسخّنَتْ لذلك، حدث لهم فرح، وربما انبعث الكثير منهم بالغناء الناشئ عن السّرور!.
ـ دليل آخر على الهواء والهوى:
.. واعتبر ذلك أيضاً بأهل مصر، ...، كيف غَلَبَ الفرح عليهم، والخِفّة، والغفلة عن العواقب، حتى أنهم لا يدّخرون أقواتَ سَنَتِهِم، ولا شَهرهم، وعامّة مآكِلِهم من أسواقهم!.
ـ علم الكيمياء:
.. ينبغي لطُلّاب هذا العِلْم أن يعلموا أولاً، ثلاث خِصال، أوّلها: هل تكون؟!، والثّانية: من أين تكون؟!، والثالثة: من أيِّ كيفٍ تكون؟!.
ـ في عقلك ثلاثة عقول:
.. الإنسان من جنس الحيوانات، وأنّ الله تعالى ميّزهُ عليها بالفِكر الذي جعل له، يِوقِع به أفعاله على انتظام، وهو "العقل التمييزي"، أو يقتنص به العلم بالآراء والمصالح والمفاسد من أبناء جنسه، وهو "العقل التجريبي"، أو يحصل به في تصوّر الموجودات غائباً وشاهداً، على ما هي عليه، وهو "العقل النّظري"!.
ـ قناة الجزيرة والكذب:
.. إذا كانت على حال الاعتدال في قبول الخَبَر، أعطته حقّه من التّمحيص والنَّظَر، حتّى تتبيّن صدقه من كذبه، وإذا خامَرَها تشيّع لرأي أو نحلة، قَبلَتْ ما يوافقها من الأخبار لأوّل وهلة، وكان ذلك الميل والتّشيّع غطاء على عين بصيرتها عن الانتقاد والتّمحيص، فتقع في قبول الكذب ونقله!.
ـ أرجِع البداوة.. وخذ الطبيب:
.. ثمّ أن الرياضة موجودة فيهم من كثرة الحركة،...، فيحسن بذلك كله الهضم ويجود، ويُفقَدُ إدخال الطّعام على الطّعام، فتكون أمزجتهم أصلح، وأبعد عن الأمراض، فتقلّ حاجتهم إلى الطّب، ولهذا لا يوجد الطبيب في البادية..، وما ذلك إلا للاستغناء عنه!