يا.. فنّ!
ـ يا فن، نتقرّب منك، على أمل أن تتجسّد مشاعرنا و أحاسيسنا في حقيقة ما، ليتحوّل الحلم إلى معرفة، أو على الأقل لكي نكون جديرين بأحلامنا، فلا تُدير لنا ظهورها!.
ـ يا فن، نريدك، لأن صناديق بريدنا تنتظر رسالةً من حبيب، نعرف أنه موجود، على الأقل نؤمن بوجوده، بضرورة أن يكون موجوداً، لكنه دائماً "هناك"، و نحن دائماً "هنا"، و لا بدّ من رسائل!.
ـ الحبيب، خُلاصة الناس و مُخلّصنا، و أنت يا فنّ وحدك المثقل باحتمالات أن يجيء أو أن نصل إليه، عبر سطر أو شطر أو لون أو موسيقى، يكفينا منك طيب الرحلة، و أن فكرة الوصول عبرك و من خلالك، تبدو مَرِحة و ليست مُضحِكة!.
ـ الهلعُ ظِلال العِلم، و ظِلال الفنّ الرّهان!.
ـ العِلمُ دِرايات ناقصة، و الفن مرايات راقصة!.
ـ لم تَرُق لي كثيراً رواية الأمّ لمكسيم جوركي، ربما لفرط شهرتها، و لكثرة ما سمعت عنها قبل قراءتها، تخيّلتها أشدّ زخَماً، لكني لا زلت أتذكر الأوكراني، حكايته مع الشمس، هي حكاية الفنان، سيرته و مسيرته، لا يكفي التذكّر، لحظة يا أحبّة أبحث لكم عن المقطع، ها هو:
عندما كنت صبيّاً في العاشرة من عمري خامرتني رغبة ملحّة في التقاط الشمس بكأسي، فأخذت قدَحاً وأطبقت على بقعةٍ من الشمس على الجدار، فإذا القدح يتحطّم، و قد جُرِحَتْ يدي و جُلِدْتُ بالإضافة أيضاً، و بعد أن جُلِدت خرجت إلى الفناء، فوقع بصري على الشمس في بِرْكَةٍ مُوحِلة، فأقبلتُ عليها أدوسها بقدميَّ بكل ما فِيَّ من قُوى، وواضح أن ثيابي كلّها تلطّخَتْ، الأمر الذي استأهلتُ من أجله الجَلْد مرّة ثانية، ماذا عساني أفعل؟، أمدُّ لها لساني و أصيح فيها: ذلك لم يؤذِني، أيتها الشيطانة الحمراء الرأس، ذلك لم يُؤذِني، و قد كان ذلك بعض المواساة لي!.