رائد التغيير
"مقاومة التغيير" كانت أحد العوامل المؤثرة على الإدارة السعودية، حيث أشرت في مقال سابق إلى أن هذا الاستنتاج نتيجة بحثي للدكتوراه عن "العوامل المؤثرة على صناعة القرار السعودي"، وربما لا أبالغ إذا قلت إن "عدم القابلية للتغيير"، تعد العائق الأول أمام تقدمنا بسرعة تتناسب مع إمكانياتنا، التي منحها الله لهذا الوطن الذي نعشق ترابه؛ ولذلك أعلق الكثير من الآمال على ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان الذي أعتبره "رائد التغيير".
تشرفت بلقاء الأمير مرة واحدة قبل يوم من إعلان الميزانية نهاية العام الماضي، وأبهرني ما رأيت وسمعت من رجل يملك حضورًا ذهنيًّا نادر المثيل، فقد كان يشرح مشاريع التوازن المالي والتحول الوطني ورؤية 2030 بتفاصيل دقيقة، ساهم بشكل كبير في صياغتها والتوصل إلى أرقامها؛ فكان مقنعًا لكل من تشرفوا بذلك الاجتماع الخاص، وكان محور الحديث عن التغيير الذي ينتظر المجتمع السعودي؛ ولذلك أصبح "رائد التغيير".
ولأن الزاوية رياضية، أبدأ بالتغيير الذي أحدثه في رياضتنا، بربط الهيئة العامة للرياضة تنظيميًّا برئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ونتج عن هذا الارتباط حراك كبير بدأ بتصحيح مسار الحركة الرياضية من قمّة الهرم، مع اقترابنا من تطبيق مشروع التخصيص ورياضيي النخبة، وغيرها من النقلات النوعية التي تؤكد أن محمد بن سلمان "رائد التغيير".
ولذلك، فإن القائمين على الرياضة مطالبون بالتأقلم السريع مع التغيير المتسارع الذي يقوده "ولي العهد"، فالمجتمع الرياضي أصبح مطالبًا بالنظرة الشمولية لكل أطياف وأعمار المجتمع، والتفعيل الحقيقي لمبدأ "الرياضة للجميع"؛ انطلاقاً من مبدأ "الممارسة"، مع عدم إغفال "المنافسة"، ولكي يتحقق ذلك يجب أن تبدأ الأندية بتفعيل الكلمات الثلاث المكتوبة تحت اسم كل ناد "رياضي ثقافي اجتماعي"، ولعل البداية تكون بالتعلم من "رائد التغيير".
تغريدة tweet:
"رائد التغيير" ولي عهد يقود الوطن بأكمله نحو المستقبل الذي تحمل خطوطه العريضة برامج التوازن المالي والتحول الوطني ورؤية 2030، وهو أمر يتطلب تضافر جهود جميع قطاعات الدولة بما فيها القطاع الرياضي، الذي ننتظر منه تعاونًا أفضل مع القطاعات المعنية بشؤونه وشجونه، كوزارة التعليم وهيئة الترفيه ومركز الحوار الوطني وغيرها، شريطة أن يتجاوز التعاون المنشود حدود مذكرات التفاهم التي يتم توقيعها دون تفعيلها؛ لأن "رائد التغيير" لن يقبل بالأقوال دون الأعمال، ولن يرضى برسم أهداف دون وضع استراتيجيات الوصول إليها، وسيحاسب الجميع على أساس آلية التنفيذ والنتائج، ويقيني أن القادم أفضل إذا استشعر كل مسؤول مسؤوليته تجاه الوطن الذي نعشق ترابه، وعلى منصات العمل بقيادة رائد التغيير نلتقي،،