ننتقد (للتصحيح) لا (التجريح)!
ثغرة فنية ونفسية (احترافية) كبيرة خلقتها سنوات (الطلاق العاطفي) بين فرقنا العربية من المحيط للخليج وبين البطولة العربية التي أوقفتها المادة والخلافات ووجهات النظر وأشياء أخرى!!
اختلاف الفكر الكروي والبنية الجسدية ورتم المباريات بين الدوريات العربية كانت ولا تزال من عوامل اتساع الهوة/ الفجوة، التمازج الحضاري بين قارتي آسيا وإفريقيا ولو ضمن إقليم واحد نقطة تباين مركزية!
فرقنا التي شاركت برؤى مختلفة جمعتها نقطة اتفاق مركزية واحدة (الاستخفاف) ولا غير! مؤلم ألا نعترف بأن مشاركتنا سلبية وجلبت العار الكروي لكرتنا السعودية (عربياً)، وهي كرؤية مثلها مثل الرؤى العربية الأخرى التي يكون طرفها عربي-عربي تتفق من البداية جميع الأطراف بأن لا اتفاق بالمحصلة النهائية!
فلا أنا ولا أنتم سنتفق بأن مردود فرقنا كان سلبياً بمجمله أو العكس، لكننا سنبقى متفقين على عدم الاتفاق بهذه النقطة إلا من رحم الله واتجه للحقيقة، الحقيقة التي تقول إن مشاركة (الإعداد) (الصفراء) ليست مبررا/ستارا تدارى به فضائح العالمي (بأم الدنيا) والخروج بنقطة يتيمة من بطولة (السعوديون) أسيادها وتذيل للمجموعة ومكابرة نصراوية شديدة اللهجة ممن يرفض النقد، الجهات التي يؤلمها رؤية الندب والجروح بالمرآة فيستتر بالأعذار!
فإذا كان هدف المشاركة العربية (الصفراء) الإعداد فقط، فلماذا لم يكتف النصراويون بالمعسكر الإعدادي الصيفي والمباريات التجريبية (لا من شاف ولا من دري) بدلا من استعراض لسوء المستوى/الأداء أمام الفرق العربية وشاشات الفضائيات!؟
حتى بجانب التعاقدات كعادة النصر لا يبهر ولا يقنع بهذا الجانب! منطقيا قد لا يكون جيدا الحكم على المشاركة الأولية للمحترف ولكن (ليالي العيد تبان من عصاريها) فالأجانب لم يبرز إلا ليوناردو البرازيلي وسعد لكرو المغربي، وعلامة استفهام كبيرة على أداء وليام جيبور الذي لم يقدم شيئا ولا البرازيلي برونو؟!
على الضفة المقابلة جار النصر الآخر الأفضل نسبياً كأداء وليس كنتائج رغبة بكسب المزيد من الخبرة! والحقيقة أن أولمبي الهلال مع الروماني (حسن الذكر) (سيبيريا) أكثر إقناعا وجمالا وتأثيرا وإنتاجية ولا مقارنة، أعتقد جازمة لو أن سيبيريا مع الأزرق في (أم الدنيا) حاليا لما رأيناه فريقا وديعا بهذا الشكل، للهارموني العالي بين الطرفين، ولأنه من ناحية أخرى أفضل من خوان براون من ناحية خلط الروح بالأداء، فهو يعمل بالاتجاهين الفني والسيكولوجي! ماذا فعل الأرجنتيني تعلل بنتائج الفرق الأخرى!! (ارحم عقولنا يا رجل)، هل كنت ستنتظر رحمة الفرق الأخرى بك لتسجل وتتأهل؟! وهل هذا مبرر منطقي لتبرير خروج مخجل من بطولة إقليمية؟! أكثر من علامة استفهام/ تعجب على رحيل سيبيريا خاصة وأن البديل ليس بالمستوى المطلوب!
لن نتقدم ولا خطوة ولن تتوقف الأخطاء لطالما بقينا على ممارسة سياسة القفز على الواقع وكابرنا ولم نملك الثقة بأنفسنا، لنشعر بوجود الأخطاء وهي أولى خطوات حل المشكلات، فالنقد لم يشرع (لنشر الغسيل) بل للإصلاح والتعديل وتلافي الأخطاء بعيدا عن التشفي وتصفية الحسابات التي هي حيلة أطراف همها (الذات) وليس (الوطن)! شخصياً لن أجامل على حساب مصلحة بلدي، ولن أسكت على أخطاء أكبر من تغطيها (الطبطبة)، فالغد يحتاج لعمل وتصحيح مسار وتعاون وليس مكابرة وشخصنة للنقد وتجريح!.